مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و لو كان ثمة تقيد بعدم صدور القبيح منهم لما قالوا للنبى (ص)، و هو يسمع: ان النبى ليهجر، مع ان الوازع الدينى يفترض ان يكون أقوى من وازع التقاليد و العادات.
بالاضافة الى أن اطلاق هذه الكلمة بحق النبى أدعى للصوق العار الابدى بهم، و هو أعظم من تجرؤهم على امرأة بالضرب، أو باجتياح بيتها، أو باسماعها قواذع القول، و عوار الكلام.
و خلاصة الامر: اذا كان ثمة شخص يخاف من العار فلا بد أن يخاف منه فى كل شؤونة و حالاته، أما أن يخاف من العار هنا، و لا يخاف منه هناك كما فى جرأته على رسول الله (ص) فذلك غير واضح و لا مقبول..
بل ان جرأته على العار فى مورد تجعلنا نتريث فى تكذيب ما ينسب اليه منه فى ورد آخر، فكيف اذا كان ذلك ثابتا بالادلة القاطعة، و البراهين الساطعة.
و هل يسع هذا المشكك انكار تهديدهم للزهراء عليهاالسلام باحراق الدار عليها و على أولادها؟ فهل هذا الامر ليس عارا على من هدد به؟! و هل يمكن أن يكون ضربها على خدها هو العار فقط دون سواه؟!.
ثانيا: ان هذا البعض الذى يستدل بكلام كاشف الغطاء، هو
نفسه يضع علامات استفهام كبيرة حول صحة النصوص الواردة فى نهج البلاغة، و فى غيره، اذا كانت تشير الى اى ضعف فى شخصية المرأة، و قد تحدث هذا النص المستشهد به عن هذا الضعف، فهو يقول: «فانهن ضعيفات القوى و الانفس و العقول».
و قد شكك هو نفسه فى صحة خصوص هذا النص اكثر من مرة!! فكيف يستدل هنا بأمر يرفضه جملة و تفصيلا فى مقام آخر؟!.
ثالثا: لقد ضربت بنات رسول الله (ص) بالسياط فى يوم كربلاء حين وجد الحقد الاسود الذى أعمى بصائرهم و أبصارهم، و صدهم عن التفكير بما يترتب على ذلك من عار فى الدنيا، و من التعرض لغضب الجبار فى الدنيا و الآخرة..
و هناك شواهد تاريخية كثيرة تؤكد: انه اذا وجد دافع أقوى من دافع دفع العار، فانهم لا يتورعون عن قبول هذا العار.
و نحن نذكر من الشواهد ما يلى:
1- لقد كان أحدهم يدفن ابنته فى التراب، و هى حية، مخافة ان تأكل من طعامه، و قد قال تعالى: (و اذا الموؤودة سئلت، بأى ذنب قتلت)