مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
فلماذا لا يكون المعترض على المهاجمين هو بعض هؤلاء المجتمعين لمراقبة ما يجرى، او بعض المؤمنين الطيبين الحاضرين فى مسجد النبى (ص)؛ فان ذلك هو الانسب بظاهر الحال، حيث ان ظاهر حال المهاجمين هو انهم لا يقيمون وزنا للبيت، و لا لمن فيه، و لا للمسجد، و لا لقبر رسول الله (ص) الذى كان ايضا فى بيت الزهراء (ع).
ثانيا: لو سلمنا: ان بعض المهاجمين قد قال ذلك، ولكن من الواضح ان ذلك لا يدل على انهم يحترمون الزهراء (ع) و يجلونها، بل قد يكون هذا الاعتراض مبعثه الخوف من عواقب الاقدام على امر خطير كهذا.. فانه اذا كان الناس يقبلون منهم الاعتداء على على (ع) باعتبار انه هو القطب الحساس المواجه لهم، و لاطماعهم فى السلطان، و اذا كانوا يعذرونهم لكون على (ع) قد قتل آباءهم و ابناءهم و اخوانهم فى سبيل الله، فان الزهراء عليهاالسلام ليس لها هذه الصفة، فالاعتداء عليها بالاحراق، و هى البنت الوحيدة لرسول الله (ص)، و المعروفة فى العالم الاسلامى كله لن يمكن تبريره امام الناس، و قد يقلب الامور ضدهم، لو ظهر ان الزهراء قتلت نتيجة لذلك.
ثالثا: لقد اعتدى المهاجمون على الزهراء (ع) بالضرب و غيره الى درجة اسقاط جنينها، و لم يعترض احد من المهاجمين و لا من غيرهم على من فعل ذلك، و اذا كانوا يخافون من عمر فهل يخافون من قنفذ، او من المغيرة بن شعبة، او من امثالهما؟!.
رابعا: اذا كان المهاجمون يحترمون الزهراء (ع) الى هذا الحد، فان سبب تصديها لهم، و جلوس على (ع) و بنى هاشم فى البيت
يصبح واضحا، لان تصديها و الحال هذه سيمنع من وصول المهاجمين الى. على (ع)، و اعتقاله، على حد تعبير المستدل، و بحسب معاييره!! و بذلك يعرف سبب اقدامها على فتح الباب بنفسها، دون على (ع) او غيره ممن كان حاضرا.
و ليت هذا كان نافعا فى ردعهم عن كسر الباب و اقتحام البيت!! و ان كان له بالغ الاثر فى تحصين الحق و حفظه عن الضياع، و اظهار زعماء الانقلاب على حقيقتهم.
خامسا: ان تاريخ و سياسة الذين جاء بهم عمر للهجوم على بيت الزهراء (ع) لا تدل على انهم كانوا يحبونها عليهاالسلام، ان لم نجد ان ثمة ما يدل على عكس ذلك. فقد ذكر لنا التاريخ اسماء عدد من المهاجمين، مثل:
ابى بكر، عمر، قنفذ، ابى عبيدة بن الجراح، سالم مولى ابى حذيفة، المغيرة بن شعبة، خالد بن الوليد، عثمان، اسيد بن حضير، معاذ بن جبل، و عبدالرحمان بن عوف، و عبدالرحمان بن ابى بكر، و محمد بن مسلمة،- و هو الذى كسر سيف الزبير و زيد بن اسلم، و عياش بن ربيعة، و غيرهم.