مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
العفو انما يكون عن الشخص الذى يتوب توبة نصوحا مما اقترفه، و التوبة تعنى ارجاع الحق الى اهله، و تصحيح الخطأ و ترميم الخراب الذى تسبب به. و الا فهل تقبل توبة غاصب يمسك بكل شى ء، ثم يقول لهم: سامحونى و ارضوا عنى، و لن أعيد أى شى ء الى أى كان منكم.
ان اعتذارا لهذا سيكون أوجع للقلب لأنه أقبح من ذنب.
فكيف و لماذا و على أى اساس تسامحهما، و هما لم يتراجعا قيد
أنملة عما اقترفاه فى حقها؟!.
فهما لم يرجعا لها فدكا، و لا غيرها مما اغتصباه من ارث رسول الله (ص) و غيره، الا أن يظن فى حقها أنها أخطأت فى ادعائها هذا.
كما انهما لم يقرا بجريمتهما فى حق الله و الأمة باغتصاب الخلافة من صاحبها الشرعى، و لم يظهر من أحد أى استعداد للقصاص ممن ارتكب جريمة الاعتداء عليها بالضرب الى درجة اسقاط جنينها.
بل كان الذين فعلوا ذلك هم اركان الحكم و أعوان الحاكم الذى جاء يعتذر، و سيوفه المسلولة على رقاب كل من يعترض أو يشكو، فلم يكن ثمة توبة، بل كان هناك محاولة لتلميع الصورة، و تقوية الأمر، و الحصول على مزيد من القوة فى الاحتفاظ بما اغتصبوه.
و لو كان الامر على خلاف ذلك، و كانوا جادين فى طلبهم المسامحة، فما الذى منع أبابكر من أن يعاقب قنفذا أو المغيرة بن شعبة، أو عمر بن الخطاب، أو غيرهم ممن هتك حرمة بيتها صلوات الله و سلامه عليها؟! و لو لم يمكنه ذلك فلا أقل من أن يؤنبهم أو بعبس فى وجوههم، أو يفعل أى شى ء يشير الى عدم رضاه عما صدر عنهم، ولكنه لم يكتف بأن لم يفعل شيئا من ذلك بل زاد عليه توفير غطاء و مزيدا من الرعاية لهم، و الاهتمام بهم.
و لست أدرى، هل كان اعطاؤه المناصب و المزايا و الاموال لفلان و فلان مكافأة لهم على ما اقترفوه من اعتداء؟!.
أما قنفذ فقد اعفوه من مشاطرته أمواله التى اكتسبها فى ولاياته
لهم. و كان ذلك- كما روى عن أميرالمؤمنين (ع)- مكافأة له!!
و لست أدرى ان لو كانت الزهراء عليهاالسلام أرادت أن تأخذ منهم ما اغتصبوه هل كانوا يضربونها من جديد، أم كانوا قد حكموا عليها بالقتل بصورة علنية و ظاهرة؟.
ثالثا: اذا كانت عليهاالسلام قد رضيت عنهما، فلماذا أوصت ان تدفن ليلا، و أن لا يحضرا جنازتها، فنفذ على عليه السلام وصيتها بدقة، و أخفى قبرها، فثارت ثائرتهما و من معهما، و حاولا نبش القبور التى جعلها عليه السلام تمويها، فواجههما بالموقف القوى و الحاسم، فتراجعا