مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و اذا كانت السلطة قوية و شديدة الهيمنة، فهى قادرة على أن تشيع عنها (ع) أنها قد رضيت بعد السخط؛ و لن يجرؤ أحد على تكذيب دعاوى السلطة، و ستكون هذه الشائعة مقبولة لدى الكثيرين، خصوصا أنها بوصيتها ان تدفن ليلا، و ان لا يحضرا، و لا أحد ممن ظلمها جنازتها، قد فوتت الفرصة عليهم ايضا لممارسة هذا التزوير للحقيقة؛ حيث قدمت الدليل القاطع و البرهان الساطع، على شكل شاهد تاريخى حى على هذا السخط الذى تجسد أيضا فى عدم معرفة
قبرها صلوات الله و سلامه عليها عبر الاحقاب و الدهور، و هى سيده نساءالعالمين، و الكريمة الوحيده لخاتم الانبياء و سيد المرسلين.
رابعا: ان من المعقول و المقبول ان يكونوا قد أرادوا من محاولة استرضاء الزهراء عليهاالسلام هو اظهار الامر على انه مجرد مشكلة شخصية، و قد انتهت كما بدأت، فهى الآن قد رضيت، و لم يعد هناك أية مشكلة معها، كما قد يوحى به كلام هذا البعض.
لقد كانت هناك اساءة لفاطمة عليهاالسلام، و كان هناك اعتداء على شخصها الكريم، بالضرب أو بغيره، و قد تبذل محاولة تفسير لذلك على انه مجرد تسرع، أو ثورة غضب عارمة اخرجت الفاعلين عن حد الاعتدال.
و هل السبب فى حدوث هذا الغضب هو الزهراء، نفسها؟ بتصرفاتها؟ أو بسبب كلماتها؟ أو نبرات صوتها؟ أو غير ذلك من الاسباب؟ انهم سوف يغضون الطرف عن تحديد المسؤول عن ذلك.
و قد راجع المعتدون أنفسهم و تابوا، و على الزهراء عليهاالسلام ان تعفو و تصفح، فان ذلك هو ما تفرضه الاخلاق الاسلامية، و أكدته الآيات القرآنية، و هى أولى الناس بالالتزام بذلك، و هى المرأة التقية المطهرة المعصومة.
و هذا يعنى أن تكون بذلك قد أعطت صك الشرعية للعدوان، و لغضب الخلافة، و الاستئثار بارث الرسول، فلم يبق الا أنهم قد تسرعوا قليلا فى ضربها حيت المواجهة، و هم معذورون فى ذلك! لأنه قد جاء على فورة، و بسبب حالة التوتر و الهيجان، و ربما تكون هى التى تسبب فى ذلك (!!) لأنها عليهاالسلام كانت
هى المخطئة حين وقفت فى وجههم. و على مخطى ء ايضا، حيث لم يبادر للاعتراف بالحاكم الجديد المتغلب، و لا سبق الى للبيعة، و المؤازرة، و بذلك يتم اعادة الاعتبار لهم، و هذه هى غاية امنياتهم و اغلاها.
ولكن حين ترفض الزهراء حتى دخولهما بيتها، و ترفض توبتهما، و تصر على أن تشكوهما الى رسول الله (ص)، ثم توصى بأن تدفن ليلا و أن لا يحضرا جنازتها، ثم تطلب اخفاء قبرها، فانها بذلك قد افسدت عليهما خطتهما تلك.
و سجل التاريخ رغم ما ناله من تزوير و تحريف بعض الحقيقة و هى انها ماتت و هى مهاجرة للذين اعتدوا عليها، فدفنها على (ع) ليلا، و لم يؤذنهم بها و هو ما لهجت به الكتب المعتبرة و الموثوقة لدى فريق كبير من المسلمين