مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
الطاهرة، و الصفوة الزاكية، قبل دخولها فى هذه البيئة التى يتحدث البعض عنها على أنها هى السبب الرئيسى فى ما للزهراء من مقامات و كرامات. و حديثه هذا يستبطن: أن الزهراء نفسها عليه السلام لو عاشت فى بيئة أخرى ليست ببيئة صلاح و خير و ايمان، فلسوف تطبعها بطابعها الخاص، فتكون المرأة الشريرة و المنحرفة، و العياذ بالله!! فهل هذا مقبول أو معقول؟!..
اننا نصر على ان المحيط الذى عاشت فيه الزهراء عليهاالسلام،
لم يكن هو محض السبب فى وصول الزهراء الى مقام الكرامة و الزلفى، و لا كان هو الذى صاغ و بلور شخصيتها الايمانية، و حقق عصمتها، و كمالها اللانسانى، بل ان فطرتها السليمة، و روحها الصافية، و عقلها الراجح، و توازنها فى خصائصها و كمالاتها الانسانية، ثم رعاية الله سبحانه لها، و مزيد لطفه بها، و تسديده و توفيقه، وسعيها باختيارها الى الحصول على المزيد من الخلوص و الصفاء، و الطهر، و الوصول الى درجات القرب و الرضا، ان ذلك كله هو الذى انتج شخصية الزهراء المعصومة و المطهرة.
فالعصمة لا تعنى العجز عن فعل شى ء، و انما تعنى القدرة و المعرفة، و الاختيار الصالح، و الارادة القوية الفاعله مع العقل الكبير، و اللطف و الرعاية و التسديد الالهى. أما كبر السن أو صغره، أو مقدار النمو الجسدى، فليس هو المعيار فى صفاء الروح، أو كمال الملكات، و الخصال الانسانية، و لا فى فعلية التعقل، أو قوة العقل و الادراك، و لا فى سعة المعرفة، و استحقاق منازل الكرامة؛ فقد آتى الله يحيى عليه السلام الحكم صبيا، كما أن عيسى عليه السلام قد تكلم فى المهد:
(قال انى عبدالله آتانى الكتاب، و جعلنى نبيا، و جعلنى مباركا أينما كنت، و أوصانى بالصلاة و الزكاة ما دمت حيا، و برا بوالدتى، و لم يجعلنى جبارا شقيا)