مأساة الزهراء، شبهات... و ردود جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و قد ناقش البعض فى هذا الحديث، فقال: «ان المفروض فى الملك انه جاء يحدثها، و يسلى غمها، ليدخل عليها السرور، فكيف تشكو ذلك الى أميرالمؤمنين؟ مما يدل على أنها كانت متضايقة من ذلك.
كما ان الظاهر منه ان الامام عليه السلام لا يعلم به، و أن المسألة كانت سماع صوت الملك، لا رؤيته». انتهى.
و نقول:
ليس ثمة مشكلة من حيث رؤيته الملك أو سماع صوته فقط، و لا فى أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان يعلم ذلك أو لا يعلم.
و ليس هذا هو محط النظر، و ان كان اثباته فى غاية السهولة، لكن لا دور له فى اثبات مصحف فاطمة أو نفيه، و لا فى كونها أول مؤلفة فى الاسلام أو عدمه؛ فلا لطرح الكلام بهذه الكيفية.
و أما تضايقها عليهاالسلام فلم يكن من حديث الملك معها، بل كان لأجل ان الملك كان يذكر لها أيضا ما سيجرى على ذريتها؛ ففى كتاب المحتضر: أن فاطمة (ع) لما توفى أبوها (ص) قالت لأميرالمؤمنين (ع): انى لأسمع من يحدثنى بأشياء و وقائع تكون فى ذريتى، قال: فاذا سمعتيه فأمليه على، فصارت تمليه عليه، و هو يكتب. و روى أنه بقدر القرآن ثلاث مرات، ليس فيه شى ء من القرآن.
فلما كمله سماه «مصحف فاطمة» لأنها كانت محدثة
تحدثها الملائكة»