مجموع فی شرح المهذب جلد 16
لطفا منتظر باشید ...
( الشرح ) حديث أبى هريرة رواه الشيخان و أحمد في مسنده و أصحاب السنن ما عدا الترمذي ، و حديث أنس رواه أبو داود و البيهقى و ابن مردويه و فى إسناده أبو جميع سالم بن دينار الهجيمي البصري ، قال ابن معين ثقة ، و قال أبو زرعة الرازي : بصري لين الحديث .
و قوله ( إذا قنعت ) بفتح النون المشددة سترت و غطت .
و أما حديث النظر إلى الفرج يورث الطمس ، فقد مضى في العبادات في ستر العورة و ضعفه النووي و غيره ، و كذلك حد العورة من الجارية مضى في ستر العورة فليراجع .
أما غريبه فقوله ( لاربع ) أى لاجل أربع ، و قوله ( لحسبها ) بفتح الحاء و السين أى شرفها ، و الحسب في الاصل الشرف بالآباء وبالا قارب مأخوذ من الحساب ، لانهم كانوا إذا تفاخروا عدوا مناقبهم و مآثر آبائهم و قومهم و حسبوها فيحكم فان زاد عدده على غيره ، و قيل المراد بالحسب هنا الافعال الحسنة ، و قيل المال ، و هو مردود بذكره قبله ، و يؤخذ من الحديث أن الشريف النسيب يستحب له أن يتزوج نسيبة ، إلا ان تعارض نسيبة ذات دين ، و غير نسيبة ذات دين ، فتقدم ذات الدين ، و هكذا كل الصفات و أما ما أخرجه أحمد و النسائي و صححه ابن حبان و الحاكم من حديث بريدة رفعه ( إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون اليه المال ) فقال ابن حجر : يحتمل أن يكون المراد أنه حسب من لا حسب له فيقوم النسب الشريف لصاحبه مقام المال لمن لا نسب له ، و منه حديث سمرة يرفعه ( الحسب المال و الكرم التقوي ) أخرجه أحمد و الترمذى و صححه هو و الحاكم .
قوله ( و جمالها ) يؤخذ منه استحباب نكاح الجميلة ، و يلحق بالجمال في الذات الجمال في الصفات ، قوله ( فأظفر بذات الدين ) فيه دليل على أن اللائق بذى الدين و المروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء لا سيما فيما تطول صحبته كالزوجه و قد وقع في حديث عبد الله بن عمرو عند ابن ماجه و البزار و البيهقى يرفعه ( لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ، و لا تزوجوهن لاموالهن فعسى أموالهن أن تطغبهن ، و لكن تزوجوهن على الدين ، و لامة سوداء ذات دين أفضل )