مجموع فی شرح المهذب جلد 16
لطفا منتظر باشید ...
و الحديث يكشف البشر و ما استقر في طباعهم من قصد هذه الخصال الاربع و آخرها عندهم ذات الدين فأظفر أيها الحصيف بذات الدين تربت يداك أى لصقت بالتراب و هي كناية عن الفقر ، و هو خبر بمعنى الدعاء ، لكن لا يراد به حقيقته و بهذا جزم صاحب العمدة .
و حكى ابن العربى أن المعنى : استغنت يداك ، ورد بأن المعروف أترب إذا استغنى ، و ترب إذا افتقر ، و قيل : معناه ضعف عقلك ، و قيل : افتقرت من العلم و قيل : فيه شرط مقدر أى وقع ذلك لك إن لم تفعل و رجحه ابن العربى .
و حديث إنما النساء لعب مضى تخريجه .
أما حديث أبى هريرة فقد رواه أحمد و النسائي ، و أخرجه مسلم من حديث أبى حازم عنه و لفظه ( كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج إمرأة من الانصار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أ نظرت إليها ؟ قال : لا ، قال : فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الانصار شيئا ) أما حديث أم سلمة فقد رواه أحمد و أبو داود و الترمذى و صححه و النسائي و ابن حبان و فى إسناده نبهان مولى أم سلمة شيخ الزهرى و قد وثق ، و قد روى مالك في موطئه عن عائشة أنها احتجبت من أعمى فقيل لها : إنه لا ينظر إليك قالت : لكنى أنظر اليه .
أما حديث على كرم الله وجهه فقد أخرجه الترمذي و صححه ، و رواه البخارى من حديث عبد الله بن عباس ( أن النبي صلى الله عليه و سلم أردف الفضل بن العباس يوم النحر خلفه ، و فيه قصة المرأة الخثعمية التي سألته صلى الله عليه و سلم عن أمها التي لم تحج ، و قد مضى في كتاب الحج تفصيله و طرقه و فحواه .
أما الاحكام : فإنه يستحب له أن يتزوج ذات العقل ، لان القصد بالنكاح طيب العيش معها و لا يحصل ذلك مع من لا عقل لها ، و يستحب له أن يتزوج بكرا لما روى جابر قال : تزوجت إمرأة فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال : أ تزوجت يا جابر ؟ فقلت : نعم ، فقال : بكرا أم ثيبا ؟ فقلت له ثيبا ، فقال هلا جارية بكرا تلاعبها و تلاعبك إلخ الحديث ، و يستحب له أن لا يتزوج إلا من