مجموع فی شرح المهذب جلد 16
لطفا منتظر باشید ...
عند ابتداء النكاح أولى ، و لان عليه النفقة لها و لعيالها منه فلا يستطيع أن ينفق نفقة الموسرين .
و أما أهل الصنعة الدنيئة ، كالحمامى و الزبال و ما أشبههم ، و قد كانوا يعتبرون الحائك منهم لنص الحديث ( إلا الحائك و الحجام ) فإن للصنعة تأثيرا في الكفاءة و لان الصنعة الدنيئة نقص في العادة فاعتبرت .
فأما اليسار فاختلف أصحابنا فيه ، فمنهم من قال إنه معتبر بالمعسر ليس بكفء للموسرة لقوله صلى الله عليه و سلم ( الحسب المال ) و لانه لما ثبت أن العبد لا يكافئ الحرة لعجزه عن الانفاق عليها نفقة الموسر فكذلك المعسر ، فعلى هذا لا يعتبر أن يكون الرجل مثل المرأة في اليسار في جميع الوجوه ، بل إذا كان كل واحد موسرا يسارا ما تكافأ ، و ان اختلفا في المال .
و منهم من قال اليسار معتبر في الكفاءة ، لان النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن من أهل اليسار و مات و درعه مرهونة عند يهودى في طعام أهله ، و لان الفقر ليس بنقص في الكفاءة في العادة لان المال يغدو و يروح ، و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم لابنى خالد لا تيأسا من رزق الله تعالى .
و أما السلامة من العيوب فهي معتبرة في الكفاءة ، و العيوب في الرجال الجنون و الجذام و البرص و الجب و العنة ، و العيوب في النساء الجنون و الجذاء و البرص و الرتق ( 1 ) و القرن و لها أحكام تأتي في بابها .
قال الصيمري و اعتبر قوم البلدان ، فقالوا ساكنوا مكة و المدينة و البصرة و الكوفه ليسوا بأكفاء لمن يسكن الجبال .
و هذا ليس بشيء ، و ليس للحسن و القبح و الطول و القصر و السخاء و البخل و نحو ذلك مدخل في الكفاءة ، لان ذلك ليس بنقص في العادة و لا عار فيه و لا ضرر ، واليتان لرجل يدعى عروة الصعاليك كان يجمع الفقراء في حظيرة و يرزقهم مما يغنم ، و الله سبحانه و تعالى أعلم بالصواب .