طلب الاطمئنان بالحشر لقومه بأن يكون خطابه مع الله مجاراة لهم لطلبهم له كقول موسى: ( ربِّ أرني أنظر إليك )(1)(2). وأمّا عدم اشتماله على فضيلة للوط ; فلأنّ قول النبيّ: " ويرحم الله لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركن شديد "(3)، ظاهر في التعريض بلوط، حيث قال: ( لو أنّ لي بكم قوّة أو آوي إلى ركن شديد )(4). فإنّ قول لوط يدلّ على أنّه لم يأوِ إلى ركن شديد لمكان " لو "، فعـرّض بـه النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّـه كاذب، لأنّـه آوى، أو بأنّه ضعيـف القلـب لا يرى الركن الشديد ركناً شديداً، وكلاهما ذمّ لا فضيلة! ومن المضحك أنّ الخصم استدلّ على إيوائه إلى ركن شديد بقوله في الآية: ( آوي إلى ركن شديد )، مع أنّ معناها: " لو آوي "! وأيّ عيب يريد الخصم أن يشتمل عليه الحديث أكثر من الضعف الذي زعمه، وهو مناف للإمامة فضلا عن النبوّة؟! حتّى إنّ الخصم بنفسه حكم في مبحث الإمامة بأنّه يشترط في الإمام أن يكون شجاعاً قويّ القلب، فكيف يجوز إثبات الضعف للنبيّ؟! وكيف يصحّ الحديث الدالّ على ذلك؟! (1) سورة الأعراف 7: 143. (2) انظر مثلا: تنزيه الأنبياء ـ للمرتضى ـ: 51. (3) تقدّم تخريجه في الصفحة 103 هـ 3. (4) سورة هود 11: 80.