ونقل في (الكنز) أيضاً في صفحة قبل الصفحة المذكورة، عن ابن عساكر، عن أبي بكرة: " أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كـبّر في صلاة الفجر، ثمّ أومأ إليهم، ثمّ انطلق فاغتسل، فجاء ورأسه يقطر فصلّى بهم "(1). ونحوه في موطّأ مالك، تحت عنوان: إعادة الجنب الصلاة وغُسله إذا صلّى ولم يذكر(2). .. إلى غير ذلك من أخبارهم(3).. وهي بظاهرها باطلة ; لإفادتها أنّهم لم ينقضوا صلاتهم، وأتمّوها مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدما اغتسل وصلّى، وهذا ضروريّ البطلان ; للفصل الطويل الواقع في أثناء صلاتهم ; ولأنّ الجماعة لا تنعقد مع سبق المأمومين بتكبيرة الافتتاح، فتزيد أحاديث نسيان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) للجنابة إشكالا فوق إشكال، فاتّضح أنّها كاذبة على سيّد المرسلين! كما كذبت بمثله على سـيّد الوصيّـيـن.. روي في (الكنز)(4): " أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) صلّى بالناس جُنباً فأمرهم بالإعادة ". وكيف لا يُكذَّب هذا الخبرُ ومن المعلوم من مذهب أهل البيت (عليهم السلام)عدم إعادة المأمومين إذا كان الإمام جُنباً؟!(5). (1) كنز العمّال 8 / 169 ح 22414، وانظر: تاريخ دمشق 37 / 391 ضمن الرقم 4413، مسند أحمد 5 / 41 نحوه، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ 2 / 397. (2) الموطّـأ: 46 ح 82. (3) انظر ذلك في ما مرّ في الهامش 2 من الصفحة 116 من هذا الجزء. (4) كنز العمّال 4 / 243 [8 / 172 ح 22428] . منـه (قدس سره). (5) الكافي 3 / 378 ح 1، كتاب من لا يحضره الفقيه 1 / 262 ح 1197 و ص 264 ح 1207، تهذيب الأحكام 3 / 39 ح 137 و ص 269 ح 772، الاسـتبصار 1 / 440 ح 1695، وانظر: تفصيل وسائل الشـيعة 8 / 371 ـ 373 ب 36 ح 10932 ـ 10939.