قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ما صلّيتُها! فقمنا إلى ضَجَنان(1) فتوضّأ للصلاة وتوضّـأنا لها، فصلّى العصر بعدما غربت، ثمّ صلّى بعدها المغرب "(2). ورواه مسلم في باب الدليل لمن قال: الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، من كتاب المساجد(3). وهذا الحديث أسوأ من الحديث الذي قبله ; لأنّ ترك الصلاة في اليقظة أعظم من تركها للنوم! فلو فرض صدق هذا الخبر كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مصداقاً لقوله تعالى: ( ويلٌ للمصلّين * الّذين هم عن صلاتهم ساهون )(4)!.. وكذلك المسلمون جميعاً سوى عمر! وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مخالفاً لأمر الله بالسبق إلى الخيرات والمسارعة إلى المغفرة، ولِما حثّ عليه هو بنفسه من الصلاة في أوّل وقتها! (1) كذا في الأصل، والظاهر أنّه تصحيف، والصواب كما في المصدر وفتح الباري 2 / 87 ـ 88 ح 596: " بطحان " ; إذ إنّ وقعة الخندق كانت في المدينة، وبُـطْحـان ـ أو: بَطِحان ـ: واد في المدينـة، وهو أحد أوديتها الثلاثة، وهي: العقيـق وبطحان وقناة ; انظر: معجم البلدان 1 / 529 رقم 1966. أمّا ضَجَنان: فهو جبل بناحية تهامة، وقيل: جُبيل على بريدة من مكّة، وقيل: بينه وبين مكّـة 25 ميلا، وقيل غير ذلك ; انظر: معجم البلدان 3 / 514 رقم 7739. (2) صحيح البخاري 1 / 245 ح 72 و ص 261 ح 37 و ج 2 / 52 ح 68 و ج 5 / 241 ح 148. (3) صحيح مسلم 2 / 113، وانظر: سنن الترمذي 1 / 338 ح 180، سنن النسائي 3 / 84 ـ 85، صحيح ابن خزيمة 2 / 98 ح 995، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ 2 / 219، شرح السُـنّة 2 / 51 ح 396. (4) سورة الماعون 107: 4 و 5.