فقال أبو هريرة: والله إنّه لندب بالحجر سـتّة أو سبعة ضرب بالحجر "(1). وروى نحوه أيضاً في كتاب بدء الخلق، بعد حديث الخضر مع موسى(2). وروى نحوه مسلم، في فضائل موسى، وفي باب تحريم النظر إلى العورات، وقال فيه: " حتّى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى "(3). ولا أدري من أيّ شيء أعجب؟!.. أمن هتـك الله نبيّه المقرّب وإيذائه إيّاه لمجرّد دفع وَهـمِ الجاهلين في ما لا يضرّ؟! أم من انحصار طرق التبرئـة على الله بإخراجه إلى الملأ عارياً عادِيـاً؟! أم من خروج موسى لقومه بادي العورة وارتكابه الحرام؟! أم من تأديبه لِما لا يعقل؟! أم من عدم تصوّر موسى (عليه السلام) أنّ عدْوَ الحجر إنّما هو من أمر الله وفعله فلا يسـتحقّ الضرب؟! انظر وتبصّر! ولا أعدّ هذه الخرافة من مختصّات أبي هريرة، بل
(1) صحيح البخاري 1 / 129 ح 30. (2) صحيح البخاري 4 / 305 ح 204. (3) صحيح مسلم 1 / 183 و ج 7 / 99، وانظر: سنن الترمذي 5 / 335 ح 3221، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 6 / 437 ح 11424، مسند أحمد 2 / 315، تفسير الطبري 10 / 337 ح 28673 ـ 28675، تفسير البغوي 3 / 470، تفسير القرطبي 14 / 161.