وهذا الدليل ـ أيضاً ـ يدلّ على عصمتهم من كلّ الذنوب، وغيرها من الدلائل التي ذكرها الإمام الرازي(4).
والغرض: إنّ كلّ ما ذكره هذا الرجل ممّا يترتّب على ذنوب الأنبياء، من لزوم إبطال حجّة الله، فمذهب الأشاعرة بريء عنه، وهم ذكروا هذه الدلائل.
وأمّا تجويز الصغائر التي لا تدلّ على الخسّة ; فلأنّ الصغيرة النادرة عمداً معفوّة عن مجتنب الكبائر(5)، والنبيّ بشر، ولا يبعد من البشر وقوع هـذا.
ثمّ اعلم أنّ تحقيق هذا المبحث يرجع إلى تحقيق معنى العصمة،
(1) سورة هود 11: 18.
(2) سورة الصفّ 61: 2.
(3) سورة البقرة 2: 44.
(4) الأربعين في أُصول الدين 2 / 117 ـ 122.
نقول: إلاّ أنّ الفخر الرازي جوّز فيه على الأنبياء ارتكاب الكبائر والصغائر سهواً في زمان النبوّة! فقد قال: " والذي نقوله: إنّ الأنبياء (عليهم السلام) معصومون في زمان النبوّة عن الكبائر والصغائر بالعمد، أمّا على سبيل السهو فجائز "!