جواز بعثة ولد الزنا المعلوم لكلّ أحد.. وأن يكون أبوه فاعلا لجميع أنواع الفواحش وأبلغ أصناف الشرك، وهو ممّن يُسخر به ويُضحك عليه ويُصفع في الأسواق ويُسـتهزأ به، ويكون قد ليط به دائماً لأُبْـنَـة فيه، قـوّاداً. وتكون أُمّه في غاية الزنا والقيادة والافتضاح بذلك، لا تردّ يد لامـس.. ويكون هو في غاية الدناءة والسفالة ممّن قد ليط به طول عمره، حال النبوّة وقبلها، ويُصفع في الأسواق، ويعتمد المناكير، ويكون قوّاداً بصّـاصاً(1). فهؤلاء يلزمهم القول بذلك حيث نفوا التحسين والتقبيح العقلـيَّين، وأنّ ذلك ممكن، فيجوز من الله وقوعه، وليس هذا بأبلغ من تعذيب الله من لا يسـتحقّ العذاب، بل يسـتحقّ الثواب طول الأبـد(2)! (1) الـبَـصّاصةُ: العَينُ، واسـتعيرت هنا لمن لا يغضّ بصره عن الحرمات ; انظر: لسان العرب 1 / 421 مادّة " بصص ". (2) انظر ج 2 / 356 من هذا الكتاب.