فالأشاعرة لا يتمشّى هذا على قواعدهم، حيث جوّزوا صدور القبائح عنه تعالى ومن جملتها الكذب، فجاز الكذب في هذا القول، تعالى الله عـن ذلك علـوّاً كبيراً.
وأمّـا الباقـون فإنّـهم جـوّزوا تـقديم المفـضول على الفاضـل(2)، فـلا يتمشّى هذا الإنكار على قولهم أيضاً..
فقد ظهر أنّ الفريقين خالفوا الكتاب العـزيـز!
(1) سورة الزمر 39: 9.
(2) المغني ـ للقاضي عبـد الجبّار ـ 20 ق 1 / 215، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ 1 / 3.
وقد قال جمع من متكلّمي الأشاعرة وعلمائهم بذلك أيضاً وإن اشـتُهر أنّه من مختصّات المعتزلة، فانظر: غياث الأُمم: 140، تفسير القرطبي 1 / 187 المسألة 12 من الآية الكريمة (وإذ قال ربّـك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة)سورة البقرة 2: 30، شرح المقاصد 5 / 246 ـ 247، شرح العقـائد النسفية: 238، شرح المواقف 8 / 372 ـ 373.