قلبه مرض )(1)، فباطل ; لأنّه لو كان سَبْـقُ مِثلِه قرينةً على إرادة الطهارة عنه، لكان اللازم أيضاً القول بالطهارة عن مخالفة كلّ ما سـبق في الآية، مِن الأمر بقولهنّ المعروف، وبالقرار في بيوتهنّ، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وطاعة الله ورسـوله ; وذلك في معنى العصمـة عن كلّ الذنوب.. والفضـل لا يقول بها، ولا يمكن أن يدّعيها للأزواج ; لِما يعلمه هو وغيره من أنّ عائشة لم تقرّ في بيتها، وعصت الله ورسوله بحرب إمام زمانها، وشقّت عصا المسلمين وشـتّـتت أمرهم، وتظاهرت هي وحفصة على النبيّ، وعصتا ربّهما، كما يدلّ عليه قوله تعالى: ( إنْ تتوبا إلى الله فقد صغتْ قلوبُـكما )(2).. إلى غير ذلك ممّا سـتعرفه في المطاعن. فإذا ثبت نزول الآية في الخمسة الأطهار، ودلّت على عصمتهم من الذنوب، ثبتت إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) دون مَن تقدّمه في الخلافة ; لِما سـبق من أنّ العصمة شرط الإمامة(3)، وغير عليّ ليـس معصوماً بالإجماع والضـرورة.. ولأنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) ادّعى الإمامة لنفسه، وأنّها حقّه ـ وإنْ لم يتمكّن مِن حرب مَن تقـدّم عليه كما سـبق(4) ـ، فيكون صادقاً ; لأنّ الكذب ـ ولا سـيّما في مثل دعوى الإمامة ـ من أعظم الرجـس. وقوله: " لا نُسلّم أنّ عليّـاً ادّعى الإمامة لنفسه "(5)، مكابرة ظاهرة كما
(1) سورة الأحزاب 33: 32. (2) سورة التحريم 66: 4. (3) انظر الصفحة 205 وما بعدها من هذا الجزء. (4) انظر الصفحة 280 من هذا الجزء. (5) مرّ في الصفحة 355 من هذا الجزء.