بعض أخبارهم أنّها مدنيّة. ولو سُلّم، فكون السورة مكّية إنّما هو بلحاظ أكثرها، فلا يُنافي نزول آية منها بالمدينة(1). (1) لم نعثر على أحد من أهل الفنّ قال بأنّ آية المودّة مكّية، فضلا عن إطلاق القول بأنّ سورة الشورى مكّية، فكثير من السور نزلت في مكّة ولم يكتمل نزولها إلاّ في المدينة، ومنها سورة الشورى التي منها آية المودّة، فقد صرّح القرطبي عن ابن عبّـاس وقتادة بأنّ السورة مكّية إلاّ أربع آيات نزلت بالمدينة، منها آية المودّة، كما في تفسيره 16 / 3، ومثل ذلك في تفسير الخازن 4 / 89، فذكر أنّها مكّية إلاّ أربع آيات نزلت بالمدينة أوّلها آية المودّة، وذكر ذلك أبو حيّان في تفسيره النهر المادّ 5 / 105، والسيوطي في الإتقان 1 / 46 من قوله تعالى: (أم يقولون افترى) إلى قوله: (بصير)، والشوكاني في تفسيره فتح القدير 4 / 524، والآلوسي في روح المعاني 25 / 16. يضاف إلى ذلك أنّ ما رواه الطبراني في المعجم الكبير 12 / 26 ـ 27 ح 12384، وفي المعجم الأوسط 6 / 103 ـ 104 ح 5758، ما يؤكّـد نزول آية المـودّة وبعدها أربع آيات في المدينة. وراجع ما كتبه السـيّد عليّ الحسيني الميلاني في ما يتعلّق بآية المودّة من مباحث علمية في كتابه: تشـييد المراجَعات وتفنيد المكابَرات 1 / 231 ـ 341.