" أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله عليّ بن أبي طالب.. وذكر شعراً لأمير المؤمنين في مبيته على فراش النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) "(1). ونقل في " ينابيع المودّة " نزولها في أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن أبي نُعيم بسنده عن ابن عبّـاس.. إلى غير ذلك ممّا في " الينابيع " وغيرها(2). ولو ضممت إليه أخبارنا كان متواتراً(3).. فكيف يُعتنى برواية الفضل في نزولها بصهيب(4)؟! وأمّا ما ذكره من قول أكثر المفسّرين بنزولها في الزبير والمقداد، فكـذب صريح.. كيف؟! ولم يذكره الرازي في تفسيره، وهو قد جمع فيه جميع أقوالهم!.. ولا ذكره الزمخشري أيضاً، ولا تعرّض السيوطي في " الدرّ المنثور " لرواية تتعلّـق به، مع أنّه قد جمع فيه عامّة أخبارهم، ولا سـيّما إذا كانت في فضل مثل الزبيـر(5)! (1) المستدرك على الصحيحين 3 / 5 ح 4264. (2) ينابيع المودّة 1 / 274 ح 2، وانظر: الصفحة 393 هـ 3 من هذا الجزء. (3) انظر: مجمع البيان 2 / 57 و 58، تفسير فرات 1 / 65 ح 31 ـ 33، كشف الغمّة في معرفة الأئمّة 1 / 310، مناقب آل أبي طالب 2 / 76 ـ 77، تفسير الصافي 1 / 241 رقم 207، بحار الأنوار 36 / 40 وما بعدها. (4) لا سـيّما ونحن نعرفه بعداوة آل محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) وصداقة أعدائهم ; ولذا أوصى عمر إليه بالصلاة في الناس أيّـام الشورى، وقال في حقّـه: " نِعم العبد صهيب، لو لم يخف الله لم يعصه "!! ومن المعلوم أنّ كلّ عـدوّ لآل محمّـد منافـقٌ لا فضل له ولا كرامـة. منـه (قدس سره). (5) راجع: تفسير الكشّاف 1 / 352 ـ 353، تفسير الفخر الرازي 5 / 222 ـ 223، الدرّ المنثور 1 / 575 ـ 578.