يوم الشورى احتـجّ على أهلها فقال لهم: أُنشدكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الرحم منّي، ومنْ جعَله نفسه، وأبناءه أبناءه، ونساءه نساءه، غيري؟! قالوا: اللّهمّ لا "(1). ونقل الواحدي وغيره، عن الشعبي، أنّه قال: ( أبناءَنا ) الحسن والحسـين، و ( نساءَنا ) فاطمـة، و ( أنفسَـنا ) عليُّ بن أبي طالب(2). وأمّا ما ذكره الفضل من أنّ دعوى المساواة خروج عن الدين، فخروج عن سنن الحقّ المبين ; لأنّ مقصود المصنّف (رحمه الله) هو المساواة في الخصائص والكمال الذاتي، عدا خاصّة أوجبت نبـوّته وميّزته عنه، وهو مفاد ما حكاه في " كنز العمّال " في فضائل عليّ (عليه السلام)(3)، عن ابن أبي عاصم، وابن جرير، قال: وصحّحه، وعن الطبراني في " الأوسط "، وابن شاهين في " السُـنّة "، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليّ: " ما سألتُ الله لي شيئاً إلاّ سألتُ لك مثله، ولا سألتُ الله شيئاً إلاّ أعطانيه، غير أنّه قيل لي: إنّه لا نبيّ بعدك "(4). (1) الصواعق المحرقة: 239. (2) أسباب النزول: 57، وانظر: دلائل النبوّة ـ لأبي نعيم ـ 2 / 353 ـ 354 ح 244. (3) ص 407 من الجزء السادس [13 / 113 ح 36368 و ص 151 ح 36474 و ص 170 ح 36513] . منـه (قدس سره). (4) انظر: السُـنّة ـ لابن أبي عاصم ـ: 582 ح 1313، المعجم الأوسط 8 / 82 ح 7917، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 151 ح 8532 و 8533، أنساب الأشراف 2 / 357، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 150 ح 178، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ للخـوارزمي ـ: 110 ح 117 و ص 143 ح 164، تاريـخ دمشـق 42 / 310 ـ 311، ذخائر العقبى: 115، فرائد السـمطيـن 1 / 220 ـ 221 ح 171 و 172، مجمع الزوائد 9 / 110.