بالشيخ محمود، حتّى ينافي ما ادّعاه الرازي من الإجماع(1).. بل قال به الشيعة قبل وجود الشيخ محمود وبعده، مستدلّين بالآية الكريمة، وغيرها من الآيات والأخبار المتضافرة، التي ليس المقام محلّ ذِكرها، وسـتعرف بعضها(2). (1) كما أجاب السيّد عليّ الحسيني الميلاني عن هذا الإجماع المدّعى، في مبحث آية المباهلة من كتابه: تشـييد المراجعات وتفنيد المكابرات 1 / 461 ـ 466 ; فراجـع! (2) ومن المضحك الدالّ على إرادة القوم إطفاء أنوار آل محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ما نقله السيوطي [الدرّ المنثور 2 / 233] في تفسير الآية، عن ابن عساكر [تاريخ دمشق 39 / 177] ، أنّه أخرج عن جعفر بن محمّـد، عن أبيه عليهما السلام، في هذه الآية، أنّه قال: " فجاء بأبي بكر ووُلده، وبعمر ووُلده، وبعثمان ووُلده، وبعليّ ووُلـده "!!.. إذ لو صحّ هذا لملأ القومُ به الطوامير، ولَما خفي أمره عليهم حتّى يظهره الإمام جعفر بن محمّـد عليهما السلام، ولكانت رواية عائشة له أقرب إلى فخرها من ذِكر تقبيل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إيّاها، ومسابقته معها، ولعبها بالبنات في بيته، وغناء الجواري لها بحضرته، ووضع خدّها على خدّه بمنظر الأجانب وهي تنظر إلى لعب الحبشة.. إلى غير ذلك من مفاخرها!! وما أدري أيّ وُلد خلفائهم يصلح للمباهلة به؟! أعبـد الرحمن بن أبي بكر، أم عبـيد الله بن عمر، الذي قتل نفساً بغير نفس، وحارب الله ورسوله بحرب أمير المؤمنين بصِفّين؟! أم مَن تظاهرتا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والتي حاربت إمام زمانها، ولم تقـرّ في بيتها، وشـتّـتت أمر المسلمين، وقتلت الآلاف العديدة منهم؟! أم غيرهم مِن أولادهم، كعبـد الرحمن وعاصم ابنَي عمر بن الخطّاب، اللذَين شربا الخمر، كما ذكره في العقد الفريد، في أواخر الجزء السادس [5 / 283] ، تحت عنوان: " مَن حُـدَّ مِن الأشراف في الخمر وشُـهِّـرَ بها "، وذكر معهما أخاهما عبيـد الله؟! ويا عجباً ما اكـتفى هذا الراوي بالكذب حتّى نسـبه إلى جعفر الصادق وأبيه، اللذَين قد علم منهما الخلاف، وتضافرت الأخبار عنهما باختصاص الآية بأهل الكسـاء!! وليت شعري ألَم يسـتحِ القوم من ذِكر هذه الرواية المضحكـة؟!! منـه (قدس سره). نـقول: وقد اسـتوفى السيّد عليّ الحسيني الميلاني البحث حول سند الحديث الموضوع، المشار إليه آنفاً في كلام الشيخ المظفّر (قدس سره) ـ، في كتابه: الرسائل العشر: الرسالة 7 ـ رسالة في الأحاديث المقلوبة في مناقب الصحابة / الحديث الثاني ـ حديث المباهلة / ص 13 ـ 18، وكذا في مبحث آية المباهلة من كتابه: تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات 1 / 416 ـ 420 ; فراجـع!