لذلك أقلّ منافيات المروءة فضلا عن مثل الرقص مع النساء! وأمّا التشريع، فلا يصلح أن يكون داعياً لفعل المنافي مع إمكان البيان اللفظي، كما لا يصلح أن يكون داعياً له إرادة إيمان الناس ; لأنّ فعل المنافي مبعِّد عنه لا مقرِّب له، حتّى لو أوجب الأُلفة، فإنّ الأُلفة لا توجب الاعتقاد، ولو سُلّم إيجابها له في الجملة فخطرُ المُنافي للمروءة أعظم. وأمّا استشهاده بالبيت، ففي محلّه ; لأنّا سخطنا على أخبارهم لكذب رواتها واشتمالها على المناكير والأضاليل فأبدينا بعض مساويها، وأمّا هم فرضوا بها على علاّتها، فعميت عيون قلوبهم عن معايبها وإنْ أوهنت مقام النبوّة، بل ومقام الربوبية! كما سـتعرف إن شاء الله تعالى.