ويأتون إبراهيم بأمر نوح، فيعتذر بأنّه كذب ثلاث كذبات.. ويأتون موسى بأمر إبراهيم، فيعتذر بأنّه قتل نفساً لم يؤمر بقتلها.. ويأتون عيسى بأمر موسى، فيعتذر.. ثمّ قال: ولم يذكر ذنباً "(1). وهذا صريح بأنّ تلك الأُمور الواقعة من الأنبياء الأُوَل ذنوب، وبعضها من الكبائر، كالكذب وقتل النفس. ومن المعلوم أنّ صورة الكذب ليست ذنباً إذا أدّت إليها الضرورة الدينية، بل هي طاعة عظمى. وقد صرّح أيضاً بأنّ إبراهيم صاحبُ خطيئة حديثٌ آخر رواه البخاري عن أنس في أواخر " كتاب الرقاق "، وحديثٌ رواه عنه أيضاً في " كتاب التوحيد " في باب قول الله تعالى: ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربّها ناظرة )(2).. قال فيهما ما حاصله: " يجمع الله الناس يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربّنا؟... فيأتون آدم، ثمّ نوحاً، ثمّ إبراهيم، ثمّ موسى، فيقول كلٌّ منهم: لسـتُ هناك ; ويذكر خطيئـته "(3). (1) تقدّم تخريجه في الصفحة 97 هـ 2 و 3. (2) سورة القيامة 75: 22 و 23. (3) صحيح البخاري 8 / 209 ح 149 و ج 9 / 217 ح 39 باب قول الله تعالى: (لِما خلقـتُ بيـدَي)، صحيـح مسـلم 1 / 124 ـ 126، مسـند أحمـد 3 / 116 و 244 و 247، مسند أبي يعلى 5 / 396 ـ 398 ح 3064، المصنّـف ـ لابن أبي شـيبة ـ 7 / 416 ـ 418 ح 37 و 39، السُـنّـة ـ لابن أبي عاصم ـ: 360 ـ 365 ح 804 ـ 810 و ص 367 ـ 374 ح 812 ـ 817، التـوحيـد ـ لابـن خزيمـة ـ: 248 ـ 250 و 253 ـ 254، مسند أبي عوانة 1 / 151 ـ 154 ح 443 ـ 447، الجمع بين الصحيحين ـ للحميدي ـ 2 / 545 ح 1902.