الإنسان.هذه الكارثة لا تقع فقط من مجرّد اصطدامالسيارات مع بعضها، بل إنّ أيّ انحرافبسيط لأيّ من السيارات- كالأرض مثلا- عنمسارها يؤدّي إلى وقوع فاجعة عظيمة.ملاحظة الصغير و الكبير سيّان أمام قدرة اللّه!الملفت للنظر أنّ الآيات أعلاه ذكرت أنّالسماوات تستند إلى قدرة اللّه في ثباتهاو بقائها، و في آيات اخرى من القرآن وردنفس التعبير فيما يخصّ حفظ الطيور حالطيرانها في السماء. أَ لَمْ يَرَوْا إِلَىالطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّالسَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّااللَّهُ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍلِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.ففي موضع يشير إلى أنّ خلق السمواتالواسعة دليل على وجوده تعالى، و في موضعآخر يعتبر خلق حشرة صغيرة كالبعوضة دليلاعلى ذلك.حينا يقسم بالشمس لأنّها منبع عظيمللطاقة في عالم الوجود، و حينا يقسمبفاكهة مألوفة كالتين.كلّ ذلك إشارة إلى أنّه لا فرق بين كبير وصغير أمام قدرة اللّه.أمير المؤمنين عليه أفضل الصلوات والسلام يقول: «و ما الجليل و اللطيف والثقيل و الخفيف و القوي و الضعيف في خلقهإلّا سواء».إنّ هذه الأشياء جميعها تشير إلى شيءواحد، و هو أنّ وجود اللّه سبحانه و تعالى،وجود لا متناه من جميع الجهات، و التدقيقفي مفهوم «اللامتناهي» يثبت هذه الحقيقةبشكل تامه، و هي أنّ مفاهيم مثل «الصعب» و«السهل» و «الصغير» و «الكبير» و«المعقّد» و «البسيط» لها معنى بحدودالموجودات المحدودة- فقط-