فإذا أصابكم سوء الحظّ و حوادث الشؤم، ورحلت بركات اللّه عنكم، فإنّ سبب ذلك فيأعماق أرواحكم، و في أفكاركم المنحطّة وأعمالكم القبيحة المشؤومة، و ليس فيدعوتنا، فها أنتم ملأتم دنياكم بعبادةالأصنام و أتباع الهوى و الشهوات، و قطعتمعنكم بركات اللّه سبحانه و تعالى.جمع من المفسّرين ذهبوا إلى أنّ جملة أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ جملة مستقلّة و قالوا:إنّ معناها هو «هل أنّ الأنبياء إذا جاءواو ذكروكم و أنذروكم يكون جزاؤهم تهديدهمبالعذاب و العقوبة و تعتبرون وجودهم شؤماعليكم؟ و ما جلبوا لكم إلّا النور والهداية و الخير و البركة. فهل جواب مثلهذه الخدمة هو التهديد و الكلام السيء؟!«1».و في الختام قال الرسل لهؤلاء بَلْأَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ.فإنّ مشكلتكم هي الإسراف و التجاوز، فإذاأنكرتم التوحيد و أشركتم فسبب ذلك هوالإسراف و تجاوز الحقّ، و إذا أصابمجتمعكم المصير المشؤوم فبسبب ذلكالإسراف في المعاصي و التلوّث بالشهوات، وأخيرا ففي قبال الرغبة في العمل الصالحتهدّدون الهادفين إلى الخير بالموت، و هذاأيضا بسبب التجاوز و الإسراف.و سوف نعود إلى شرح قصّة أولئك القوم، و ماجرى لهؤلاء الرسل، بعد تفسير الآياتالباقية التي تكمل القصّة. 1- التقدير هو «أئن ذكّرتم قابلتمونا بهذهالأمور» أو «أئن ذكّرتم علمتم صدق ماقلنا».