هي أولئك الذين عبدوها في الدنيا، و ضمنانقول إنّ هذه الأوثان الحجرية و الخشبيةستكون هي الحطب الذي يؤجّج على أولئكالمشركين نار جهنّم إِنَّكُمْ وَ ماتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُجَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ. «1» أخيرا- و في آخر آية من هذه الآيات، ولمواساة الرّسول الأكرم صلّى الله عليهوآله وسلّم و تثبيت فؤاده إزاء مكرالمشركين، و الفتن و الأعمال الخرافية-
تقول الآية الكريمة:
فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ تارة يقولونشاعر، و اخرى ساحر و أمثال ذلك من التهمإِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ مايُعْلِنُونَ.فلا تخفى علينا نواياهم، و لا مؤامراتهمفي الخفاء، و لا جحودهم و تكذيبهم لآياتنافي العلن، نعلم بكلّ ذلك، و نحفظ لهمجزاءهم إلى يوم الحساب، و ستكون أنت أيضافي أمان من شرّهم في هذه الدنيا.و بهذا الحديث الإلهي المواسي يمكن لكلّمؤمن أيضا- مضافا إلى الرّسول الأكرم صلّىالله عليه وآله وسلّم- أن يكون مطمئن القلببأنّ كلّ شيء في هذا العالم هو بعيناللّه، و سوف لن يصيبه شيء من مكائدالأعداء، فهو تعالى لا يترك عبادهالمخلصين في اللحظات و المواقف العصيبة، وهو دوما حام لهم و حافظ.بحث الثقافة التوحيدية تمنح عباد اللّهالمؤمنين طريقة خاصّة في الحياة، تبعدهمعن السبل الملوثة بالشرك القائمة على أساسعبادة الأوثان، أو اللجوء إلى بعض البشرالضعاف.و بصراحة و وضوح أكثر نقول: في عالمنااليوم و حيث تتحكّم في البشرية قدرتان منالشرق و الغرب، فإنّ الدول الصغيرة- عادة-و كلّ ما عدا تلكم 1- الأنبياء، 98.