و الأخلاقية و الاجتماعية بعد النّبيالأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم.و قد عكست خطب أمير المؤمنين عليه السّلامو كلماته في نهج البلاغة نماذج من تلكالمسائل .. المسائل التي يعدّ الإيمان بهاو العمل على أساسها وسيلة مؤثّرة للخروجمن صفّ أهل جهنّم و الاستقرار على صراطاللّه المستقيم.
2- المتبوعون و التابعون الضالّون:
الآيات المذكورة أعلاه و آيات اخرى فيالقرآن الكريم، تضمّنت إشارات ذات مغزى عنالتخاصم الذي يقع بين الأتباع و المتبوعينيوم القيامة أو في جهنّم و هذا تحذير مفيدلكلّ من يضع عقله و دينه تحت تصرّف أئمّةالضلال.و مع أنّ كلّ واحد يسعى في ذلك اليومللتبرؤ من الآخر، و حتّى أنّه يحاول إلقاءتبعات ارتكاب الذنب عليه، و لكن بتلكالحال لا يستطيع أي واحد منهم إثباتبراءته.و شاهدنا في الآيات المذكورة أعلاه أنّأئمّة الغواية و الضلال يقولون بصراحةلتابعيهم: إنّ سبب تأثيرنا عليكم هو وجودروح الطغيان في داخلكم بَلْ كُنْتُمْقَوْماً طاغِينَ.هذا الطغيان هيّأ لديكم أرضية التأثّربإغوائنا، و عبّر هذا الطريق تمكّنا مننقل الخرافات إليكم فَأَغْوَيْناكُمْإِنَّا كُنَّا غاوِينَ.التوجّه الدقيق لمعنى (أغوى) و المشتقّةمن (غي) يوضّح الموضوع، لأنّ كلمة (غيّ) كمايقول الراغب في (مفرداته) تعني الجهلالناشئ من المعتقدات الفاسدة، إذ أنّأئمّة الضلال بقوا بعيدين عن معرفة حقائقالوجود و الحياة، و نقلوا جهلهم ومعتقداتهم الفاسدة إلى تابعيهم الذينكانوا يحملون روح الطغيان في مقابل أمرالباري عزّ و جلّ.و بهذا الدليل يعترفون هناك بأنّهم هم وتابعوهم يستحقّون العذاب، فَحَقَّعَلَيْنا