يعتبرون الملائكة بناته.و هذا التّفسير مستبعد أيضا، لأنّ إطلاقكلمة «نسب» على الزوجة غير وارد.و التّفسير الذي يعدّ أنسب من الجميع، هوأنّ المراد من كلمة (نسب) كلّ أشكالالرابطة و العلاقة، حتّى و لو لم يكن هناكأي صلة للقرابة فيها، و كما نعلم فإنّمجموعة من المشركين العرب كانوا يعبدونالجنّ و يزعمون أنّها شركاء للّه، و لهذاكانوا يقولون بوجود علاقة بينها و بيناللّه.على أيّة حال، فالقرآن المجيد ينفي هذهالمعتقدات الخرافية بشدّة، و يقول: إنّالجنّ الذين كان المشركون يعبدونها ويقولون بوجود نسبة بينها و بين اللّه،يعلمون جيّدا أنّ المشركين سيحضرون فيمحكمة العدل الإلهي و سيحاسبون و يجزون وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْلَمُحْضَرُونَ.و البعض الآخر احتمل أن يكون تفسير الآيةبالشكل التالي: إنّ الجنّ الذين يغوونالناس يعلمون أنّهم يوم القيامة سيحضرونفي محكمة العدل الإلهي ليحاسبوا و ينالواجزاءهم.و لكن التّفسير الأوّل يعدّ أنسب «1».و نزّه اللّه تعالى نفسه عمّا قاله أولئكالضالّون في صفاته تعالى، قائلا: سُبْحانَاللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ. و استثنى وصفعباده المخلصين (الذين وصفوه عن علم ومعرفة و دراية) حيث وصفوه بما يليق بذاتهالمقدّسة، قال تعالى: إِلَّا عِبادَاللَّهِ الْمُخْلَصِينَ.و بهذا الشكل فإنّ من النادر أن نسمعأناسا عاديين يصفون اللّه سبحانه و تعالىوصفا لائقا، كما يصفه عباده المخلصون،العباد الخالصون من كلّ أشكال الشرك و هوىالنفس و الجهل و الضلال، و الذين لا يصفونالباري عزّ و جلّ إلّا بما سمح 1- الضمير (هم) يعود في الحالة الاولى علىالمشركين، و في الحالة الثانية على(الجنّ).