امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 14

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 14

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


الحقّ، كما أنّ عنادهم و عصيانهم- هماأيضا- مانع يحول دون تقبّلهم لدعوتك بَلِالَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ.

«العزّة» كما قال الراغب في مفرداته، هيحالة تحوّل دون هزيمة الإنسان (حالة الذيلا يقهر) و هي مشتقّة من (عزاز) و تعني الأرضالصلبة المتينة التي لا ينفذ الماءخلالها، و تعطي معنيين، فأحيانا تعني(العزّة الممدوحة) المحترمة، كما في وصفذات اللّه الطاهر بالعزيز، و أحيانا تعني(العزّة بالإثم) أي الوقوف بوجه الحقّ والتكبّر عن قبول الواقع، و هذه العزّةمذلّة في حقيقة الأمر.

«شقاق» مشتقّة من (شقّ)، و معناه واضح، ثمّاستعمل في معنى المخالفة، لأنّ الاختلافيسبّب في أن تقف كلّ مجموعة في شقّ، أي فيجانب.

القرآن هنا يعدّ مسألة العجرفة و التكبّرو الغرور و طيّ طريق الانفصال و التفرقة منأسباب تعاسة الكافرين، نعم هذه الصفاتالقبيحة و السيّئة تعمي عين الإنسان وتصمّ آذانه، و تفقده إحساسه، و كم هو مؤلمأن يكون للإنسان عيون تبصر و آذان تسمع ولكنّه يبدو كالأعمى و الأصم.

فالآية (206) من سورة البقرة تقول: وَ إِذاقِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُالْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُجَهَنَّمُ وَ لَبِئْسَ الْمِهادُ أي عندما يقال للمنافق: اتّق اللّه، تأخذهالعصبية و الغرور و اللجاجة، و تؤدّي بهإلى التوغّل في الذنب و السقوط في نارجهنّم و إنّها لبئس المكان.

و لإيقاظ أولئك المغرورين المغفّلين،يرجع بهم القرآن الكريم إلى ماضي تأريخالبشر، ليريهم مصير الأمم المغرورة والمتكبّرة، كي يتّعظوا و يأخذوا العبرمنها و كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْمِنْ قَرْنٍ.

أي إنّ امما كثيرة كانت قبلهم قد أهلكناها(بسبب تكذيبها الأنبياء، و إنكارها آياتاللّه، و ظلمها و ارتكابها للذنوب) و كانتتستغيث بصوت عال عند نزول العذاب عليها، ولكن ما الفائدة فقد تأخّر الوقت! و لم يبقأمامهم متّسع من الوقت‏

/ 618