وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
إنّ العلَّة الأساسية في كلّ هذه الانحرافات هي أنّ الوهّابيّين لم يُحدِّدوا معنى «التوحيد» و«الشِّرك» و «العبادة» حتّى الآن ،و لهذا فهم يعتبرون كلّ تكريم لأولياء اللّه عبادة لهم و شركاً باللّه، وقد قرأت أنّ المؤلّف الوهّابىّ خَبَط خبطة عشواء فَقَرن بين كلمتي «العبادة» و «التعظيم» و ذكرهما بأزاء الآخر، ظنّاً منه أنّ المعنى فيهما واحد.و إنّنا سوف نتحدّث عن العبادة و مفهومها ـ في فصل خاصّ(1) ـ و سنبرهن على أنّ كلّ تكريم و تعظيم لأولياء اللّه ليس عبادة لهم أبداً. و الحديث الآن حول جواز تكريم مواليد الأولياء و وفيّاتهم، على ضوء القرآن الكريم.ممّا لا شكّ فيه أنّ القرآن الحكيم ذكر جمعاً من الأنبياء و الأولياء بكلمات المدح و الثناء والتجليل و الاحترام فمثلا:1ـ يقول بالنسبة إلى النبىّ زكريا و يحيى و غيرهما:(... إنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ وَ يَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً وَ كانُوا لَنا خاشِعينَ)(2).فإذا أُقيم حفل تكريمي لهؤلاء الأنبياء و وقف خطيب يتحدّث عنهم بمثل ما جاء في القرآن الكريم من كلمات المدح و الثناء لهم، و ذَكرهم بالتجليل و الاحترام،... فهل ارتكب خطيئة بذلك، سوى أنّه اقتدى بالقرآن الكريم؟!2ـ و يقول بالنسبة إلى أهل البيت ـ عليهم السلام ـ :(وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكيناً وَ يَتيماً وَ أَسيراً)(3).