وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فإذا اجتمع شيعة الإمام علىّ أميرالمؤمنين ـ عليه السلام ـ في يوم ميلاده الشريف، و قال خطيبهم: إنَّ هذا الإمام هومن أُولئك الذين قدَّموا طعامهم للمسكين و اليتيم و الأسير، فهل هذا يعني أنّهم عَبدوه؟!و هكذا الحال بالنسبة إلى ميلاد رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فإذا أقمنا احتفالا عظيماً يوم ميلاده السعيد و تحدَّثنا فيه عن الآيات القرآنية الّتي امتدحت النبي أو ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ترجمناها من اللغة العربية إلى غيرها ـ حسب ما يقتضيه ذلك الحفل ـ أو ذكرنا معنى تلك الآيات في قوالب شِعريَّة، أو ما شابه ذلك، فلماذا نكون عاصين بهذا العمل؟!!إنّ الوهّابيّين هم أعداء تكريم الأنبياء و الأولياء، و يُلبسون عداءهم هذا بلباس الدين فيقولون: إنّ التكريم بدعة، منعاً من إقامته بين المسلمين.أنّ الاحتفال بذكرى الأولياء ـ بما أنه يُقام باسم الإسلام ـ يجب أن يُقرّه الإسلام بنصٍّ خاصّ أو عامّ، و إلاّ فهو بدعة و حرام.و الجواب انه لم يرد في الموضوع نصّ بالخصوص ولكن يكفي في الخروج عن البدعة، الدليل العام الداعي إلى لزوم أواستحباب تكريم النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ومن المعلوم أنّ هذه الاحتفالات و المراسيم لا تقام إلاّ «تكريماً» للأنبياء و الأولياء فقط.فالهدف من هذه المراسيم و الاحتفالات ـ الّتي تُزاولها كافّة الشعوب في العالَم ـ ليس إلاّ التكريم و التقدير للشخصيّات البارزة، و أنّ هذه الاحتفالات متداولة لدى كافّة الشعوب الإسلامية، باستثناء الشرذمة «النّجدية» المعقّدة فقط، فلو كان هذا العمل بدعة و ظاهرة جديدة و مخالفاً للشريعة الإسلامية لما كان علماء الإسلام ـ