وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
وما قدَّمه من عطاء و ما تحمّل من عناء و عذاب في سبيل هداية البشرية؟!و هل التكريم إلاّ الاحتفاء و الاحتفال به و نشر قِيَمِهِ الفاضلة و الحثّ على الاقتداء به و الأخذ بهديه و المحافظة على آثاره؟!و كيف لا يجوز مدح النبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ و إلقاء القصائد في فضله وعظمته، ويجوز مدح آل سعود و أُمرائهم. ما هذا التناقض بين القول و العمل الّذي يقع فيه الوهّابيّون دائماً؟!لماذا يمنعون إقامة الاحتفالات بمولد النبىّ الأكرم، بحجة أنّه لم يَرِد في الشرع الإسلامي، ولكنهم يقيمون أعظم الاحتفالات و المهرجانات لرجالهم السياسيّين؟!قال تعالى:(وَ إذا لَقُوا الَّذينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَ إِذا خَلَوْا إلى شَياطينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إنَّما نَحْنُ مُسْتَهزِءُونَ* اللّهُ يَسْتَهزِئُ بِهِمْ وَ يَمُدُّهُمْ في طُغْيانِهِم يَعْمَهُونَ)(1).إنّ المسلمين درجوا من قديم الأيّام على الاحتفال بميلاد النبي، يقول «الدياربكري».«... و لا يزال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده ـ عليه السلام ـ و يعملون الولائم، و يتصدّقون في لياليه بأنواع الصدقات و يظهرون السرور، و يزيدون في المبرّات و يعتنون بقراءة مولده الكريم و يظهر عليهم من بركاته كلّ فضل عميم»(2).