وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
(قُلْ يا أَهْلَ الكِتابِ تَعالَوْا إلى كَلِمَة سَواء بَيْنَنا وَ بَينَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إلاّ اللّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً)(1).إنّ التوحيد في العبادة هو أصلٌ ثابت لدى المسلمين كافّة، و لا يعارضه أحد و لا تختلف فيه أيَّة فرقة من الفرق الإسلامية.و إذا كانت المعتزلة تختلف وجهة نظرها حول «توحيد الأفعال» و كذلك الأشاعرة تختلف حول «توحيد الصفات» فإنّ جميع المذاهب و الطوائف الإسلامية تتفق حول «توحيد العبادة» و لا مجال لإنكاره، و إن كان هناك اختلافٌ فإنّما هو في المصاديق لا في الأصل، أي أنّ البعض كالوهّابيّين يعتبرون بعض الأفعال (كالتبرّكُ) عبادة، في حين يعتبره سائر المسلمين تكريماً و تعظيماً لا غير.و بالاصطلاح المنطقي: إنّ الاختلاف إنما هو في «الصغرى» ـ و هو: هل أنّ هذا الفعل عبادة أو لا؟ ـ و لا اختلاف في «الكبرى» ـ و هو: لاتجوز عبادة غير اللّه قطُّ؟ فهذا متَّفق على عدم جوازه ـ .و بعبارة أُخرى: إنّ الاختلافات إنّما هو في سلسلة أعمال يعتبرها الوهّابيّون عبادة، و لكن غيرهم من المسلمين ـ في العالم كلّه ـ لا يعتبرونها عبادة أصلا.فالمفروض أن نوضّح معنى «العبادة» على ضوء القرآن الكريم أيضاً، و عند ذلك ستتّضح المصاديق ـ المختلف فيها ـ بنفسها تلقائياً، و يظهر لنا ـ بالتحديد و التحقيق ـ معنى «العبادة».