وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و أنت لو تأمَّلتَ الآيات القرآنية ـ الّتي تتحدّث عمّا سَبق ذِكره(1) لرأيتَ أنّ القرآن يؤكّد تأكيداً شديداً على أنّ هذه الأعمال خاصّة باللّه تعالى و لا ترتبط بغيره سبحانه.هذا من جهة، و من جهة أُخرى: نحن نعلم أنّ عالَم الخلق و الإيجاد هو عالَم منظَّم و لايحدث أىّ شيء في هذا العالم إلاّ بأسباب تعود إلى اللّه تعالى، و القرآن الكريم يشير إلى هذا الموضوع فيقول سبحانه:(وَ هُوَ الَّذي يُحْيي وَ يُميتُ وَ لَهُ اختِلافُ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ...)(2).و يقول سبحانه ـ في موضع آخر ـ إنّ من الملائكة مَن تتولّى قبْض الأرواح، و هو قوله:(... حَتّى اِذا جاءَ أحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا...)(3).بناءً على هذا... يمكن الجمع بين هاتين الآيتين فنقول: إنّ الفاعليَّة و السببيَّة لهذه العلل والعوامل الطبيعية ـ مادّية كانت أم معنوية كالملائكة ـ إنما تتحقّق بإذن اللّه سبحانه، و الفاعل هو اللّه تعالى.و بعبارة أُخرى: إنّ فعل كلّ من هذين الفاعلَين يقع في طول الآخر لا في مقابله وعَرضه، فالفاعل الأوّل مستقلّ و الثاني تابع للأوّل، و هذا من المعارف العالية في القرآن والّتي تُستفاد من مراجعة الآيات الكريمة الّتي تتحدّث عن أفعال اللّه تعالى.