وهابیة فی المیزان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وهابیة فی المیزان - نسخه متنی

جعفر السبحانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مجرَّداً عن كلّ هذه الصلاحيّات بصورة كاملة، تَعالى اللّه عَنْ هذا عُلُوّاً كَبيراً(1).

و لهذا فإنّ كل نوع من الخضوع للملائكة و النجوم يُعتبر عبادة، لكونه نابعاً من هذا الاعتقاد الخاطئ.

و البعض الآخر من عرب الجاهلية لم يعتبروا الأصنام الخشبية و المعدنية آلهة و خالقة لهم و لا مدبّرة لشؤون الكون و الإنسان، بل كانوا يعتبرونها أو ما يحكي صور هذه الأصنام عنه مالكة للشفاعة، و كانوا يقولون: هؤلاء ـ أي الأصنام ـ شفعاؤنا عند اللّه (2).

و على أساس هذا التصوّر الباطل كانوا يعبدون هذه الأصنام، تقرُّباً إلى اللّه تعالى و كانوا يقولون:

(... ما نَعْبُدُهُمْ إلاّ لِيُقَرِّبُونا إلَى اللّهِ زُلْفى...)(3).

و خلاصة القول: إنّ أىَّ عمل ينبثق من هذا الاعتقاد و يدلّ على الانقياد و الخشوع، فهو عبادة، و في المقابل: إنّ أىَّ تصرُّف لا يستند إلى اعتقاد كهذا، لا يُعتبر عبادة و لا شركاً، فلو خضع إنسان أمام موجود و كرَّمه و عظَّمه، دون أن يعتقد بهذا الاعتقاد، فلا يُعتبر عمله شركاً و لا عبادة، حتى لو فُرض عمله ذلك حراماً.

مثلا: لا يُعتبر سجود العاشق لمعشوقه، و المأمور لآمره، و المرأة لزوجها... عبادة، بالرغم من أنّه حرام شرعاً، لأنّ السجود خاصّ باللّه تعالى، و لا يجوز لأحد أن يأتي به ـ حتى بصورته الظاهرية المجرَّدة عن العقيدة ـ إلاّ بأمره سبحانه.


1. راجع المِلل و النِحل للشهرستاني: 2/244 ـ 247، طبعة مصر.2. قال تعالى: (وَ يَعْبُدُونَ مِنْ دُون اللّه ما لا يضُرُّهُمْ وَ لا يَنْفَعُهُمْ وَ يَقُولُونَ هؤلاء شُفَعاؤنا عِنْدَ اللّه) يونس ـ 18.
3. الزمر: 3.

/ 332