وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
بعد هذه الكلمة الخاطفة نتحدّث الآن عن الموضوع المطروح على بساط التحقيق و هو: طلب الأعمال الاستثنائية و الإعجازية من أولياء اللّه تعالى.إنّ الوهّابيّة تدَّعي أنَّ طلب الأعمال الخارقة للطبيعية شِرك باللّه سبحانه، ولكنَّ طلب الأعمال المادّية الطبيعية ليس كذلك، فما هو رأي الإسلام حول هذا الادّعاء؟الجواب: هذا القرآن الكريم خير دستور نتحاكم إليه، تَرى في مواضع متعدّدة منه التصريح بأنه قد طلب من الأنبياء ـ و غيرهم القيام بأعمال إعجازية خارجة عن إطار للقوانين الطبيعة المادّية.فمثلا: طلب قوم موسى ـ عليه السلام ـ منه أن يوفّر لهم الماء و المطر و يُنقذهم من الجفاف الذي كانوا يُعانون منه، و صدر الأمر من اللّه تعالى بتلبية طلبهم، قال سبحانه:(...وَ أَوْحَيْنا اِلى مُوسى إذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أنِ اضْرِب بِعَصاكَ الْحَجَرَ)(1).فإن قال قائل: لا مانع من طلب المعجزة من الإنسان الحي، و البحث إنّما هو حول الطلب من الميّت.فالجواب: أنّ الحياة بعد الموت لا يُغيّران حقيقة التوحيد و الشرك، بأن يكون الشيء توحيداً في حال الحياة و شِركاً في حال الممات، أو بالعكس، بل تبقى الحقيقة ثابتة على كلّ حال.نعم... يمكن أن يكون للحياة و الموت أثر في فائدة الطلب أو عدمها، أمّا حقيقة التوحيد والشرك فلا تؤثّران فيهما.