وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الاحتمال الثاني: أن يكون المقصود من تسوية القبر هو جعل سطحه مستوياً و مسطّحاً، بعكس القبور التي تُبنى على شكل ظَهر السَّمك و سنام البعير، و على هذا الأساس فإنّ الحديث يعني أن يكون سقف القبر مسطّحاً و مستوياً، و لا يجوز أن يكون كظهر السَّمك أو مُسنَّماً، كما هي العادة عند بعض أهل السَّنة، و قد أفتى أئمة المذاهب الأربعة ـ باستثناء الشافعي ـ باستحباب تسنيم القبر.(1)و بذلك فإنّ هذا الحديث يؤيّد فتوى علماء الشيعة الذين يقولون بأنّ القبر ينبغي أن يكون مسطّحاً و مستوياً في نفس الوقت الذي يكون مرتفعاً عن الأرض.و تجدر الإشارة إلى أنّ مسلماً أورد في صحيحه حديث أبي الهيّاج و حديثاً آخر ـ سنذكره ـ تحت عنوان: باب الأمر بتسوية القبر، و كذلك ذكره الترمذي و النسائي في سُننهما تحت نفس العنوان، و المقصود من هذا العنوان هو أن يكون القبر مسطّحاً و مستوياً، ولو كان المقصود منه تسوية القبر بالأرض لكان المفروض تسمية الباب المذكور بـ «باب الأمر بتخريب القبور و هدمها».و إليك الحديث الآخر الّذي ذكره مسلم في صحيحه ـ و الّذي يحتوي نفس المضمون الّذي اخترناه ـ: «كُنّا مَعَ فَضالَة بن عُبَيْد بِأرْضِ الرُّوم بِـ «رَوْدَس» فَتُوُفِّيَ صاحِبٌ لَنا، فَأمَر فَضالة بن عُبَيْد بقبره فَسُوِّي ثُمَّ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّه يَأمُرُ بِتَسْويَتها».(2)