وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فالجواب: لا تصحّ المقارنة و المقايسة بين الكعبة و القبر، لأنّ الكعبة قبلة عامّة و عالمية لجميع المسلمين في كافّة أرجاء الكرة الأرضية، و ليست قبلة للعبادة فقط، بل للعبادة وغيرها كالذبيحة و الدفن و ما شابه، فهي قبلة في جميع الأحوال، و لا علاقة للرؤية فيها بأىّ وجه.أمّا اتّخاذ قبر النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قبلة، فإنّما يمكن للذين يتواجدون في مسجده و يقيمون الصلاة عنده، فإبراز القبر الشريف يمهّد لهذا الاحتمال ـ على رأي عائشة طبعاً ـ بينما يكون الستر مانعا عن ذلك .4ـ و من القرائن الدالّة على أنّ نهي النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ إنما هو عن عبادة القبور، هو أنّ الكثير من شارحي صحيح البخاري و مسلم فسَّروا الحديث بمثل ما فسّرناه، و فهموا منه مثل ما فهمناه... فمثلا:يقول القسطلاني ـ في كتاب إرشاد الساري ـ :إنما صوَّر أوائلُهم الصُّورَ ليستأنسوا بها و يتذكّروا أفعالهم الصالحة، فيجتهدوا كاجتهادهم و يعبدو اللّه عند قبورهم، ثم خَلَفهم قوم جهلوا مرادهم، و وسوس لهم الشيطان أنّ أسلافهم كانوا يعبدون هذه الصوَر و يُعظّمونها، فحذَّر النبي عن مثل ذلك.إلى أن يقول:قال البيضاوي: لمّا كانت اليهود و النصارى يسجدون لقبور الأنبياء تعظيماً لشأنهم ويجعلونها قبلة يتوجّهون في الصلاة نحوها و اتّخذوها أوثاناً، مُنع المسلمون في مثل ذلك، فأمّا من اتّخذَ مسجداً في جوار صالح و قَصَد التبرُّك