وهابیة فی المیزان نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و يحتمل أن تكون العلّة شيئاً آخر، و هو أنّ المسلمين كانوا حديثي العهد بالإسلام، فكانوا ينوحون على قبور موتاهم نياحة باطلة تُخرجهم عن نطاق الشريعة، و لمّا تمركز الإسلام في قلوبهم و أنِسُوا بالشريعة و الأحكام، ألغى النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بأمر اللّه تعالى النهي عن زيارة القبور، لما فيها من الآثار الحسنة و النتائج الطيّبة، و لهذا روى أصحاب الصحاح و السُّنن أنه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال:1 ـ «كُنْتُ نَهَيْتُكُم عَنْ زيارَة الْقُبُور، فَزُورُوها فَإنَّها تُزَهِّدُ في الدُّنْيا وَ تُذَكِّرُ الآخِرة».(1)و على هذا الأساس كان ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يزور قبر أُمّه السيّدة آمنة بنت وهب ـ رضوان اللّه عليها ـ و كان يأمر الناس بزيارة القبور، لأنّ زيارتها تُذكّر الآخرة.و قد روى مسلم في صحيحه:2 ـ «زارَ النَّبِىُّ قَبْرَ أُمَّةِ، فَبَكى وَ أَبْكى مَنْ حَوْلَهُ... وَ قالَ: اسْتَأذنْتُ رَبِّي في أنْ أزُورَ قَبْرَها، فأَذِنَ لي، فَزُوروا الْقُبُورَ فَإنَّها تُذَكِّرُكُمْ الْمَوْتَ».(2)