وحاولنا فيه إرساء الجانب النظري من مصطلح"القصة" ومبدأ "القصّ "عند العرب ومفهوم القصة القصيرة عند غيرهم منذ نشأته في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى يومنا.
كما حاولنا تحديد أهم أركان القصة القصيرة وأصولها الفنية، وملامحها مما يميزها عن غيرها من أنواع القص الأخرى، إذ ليس كل ما يكتب وينشر تحت اسم"القصة" يعد قصصاً فنياً.
2- عالجنا في الفصل الثاني
القضايا الفنية في"القصة الإصلاحية" ومهدنا لذلك بالنشأة والتطور والمراحل التي قطعتها، وأبرز كتابها، كأحمد رضا حوحو الذي تميز بتنوع المصادر الثقافية والأدبية، وغيره من الكتاب.
3- الفصل الثالث بعنوان
"القصة الفنية" منذ عام 1956 إلى 1972م، وقد مهّدنا له بأثر الثورة التحريرية في تطور القصة وثرائها، سواء من حيث الشكل الفني، أو من حيث الموضوعات الجديدة، وفصّلنا في الحديث عن تجربة أعلام هذه المرحلة من خلال طرائق بناء الحدث، والشخصيات، وأنواعها، ومصادرها ووقفنا طويلاً عند ابن هدوقة، ودودو، ووطار.
4- وأما الفصل الرابع فجعلناه بعنوان
"القصة الجديدة" وعرضنا فيه لجيل الأدباء الشباب الذين بدأوا الكتابة مع السبعينات في ظروف الحياة الثقافية الجديدة، فحدّدنا تاريخ ميلاد هذه الحركة الأدبية، وملامحها الفنية وطرائق كتابها في عرض القصة التجريبية التي ظهرت كشكل قصصي متميز بعد عام 1972م، من دون أن نغفل فئة الملتزمين بالقواعد الفنية من أدباء جيل السبعينات.
ولئلا نثقل الحواشي بتراجم حياة الأعلام صنعنا ملحقاً خاصاً بسير الكتاب الذين درسنا نتاجهم وألحقناه بآخر البحث.
إن المراجع الأدبية التي صدرت حول القصة في الجزائر، ككتاب الدكتور عبد الله خليفة ركيبي"القصة الجزائرية القصيرة"، والقصة العربية في عهد الاستقلال للدكتور محمد مصايف يسّرت لنا الفائدة الطيبة للدخول في القضايا الفنية في هذا البحث، وقد أفدنا أيضاً من بعض البحوث التي أنشئت حول الفنون الأدبية الجزائرية على قلتها.
ويصعب على الباحث في مثل هذا الموضوع أن يوفيه حقّه لما يجد من صعوبة كبيرة في تحديد أركان القصة القصيرة، ومصطلحاتها ومراجعها.
ثم هنالك مشكلة غزارة المادة الإبداعية في المراحل التي شملتها دراستنا"1947- 1985م" والتي تستغرق مئات القصص.
وقد دفعنا هذا إلى مطالعة المراجع مطالعة دقيقة، والتعويل على النفس، ولقاء عدد من الأدباء كعبد الحميد بن هدوقة والطاهر وطار وأحمد منور.
وأما منهجنا في هذا البحث، فهو منهج تحليل النصوص الأدبية لتحديد ملامح التطور الفني للأدب في مراحله التاريخية وجعل النص الإبداعي أساساً لتكوين فكرة ما عن الكاتب، والاستئناس بالمراجع، وكتب النقد العام، والنقد الأدبي، فكثيراً ما أيدنا أفكارنا وأحكامنا النقدية بها، ذلك أن أصحابها جدّوا في الوصول إلى أحكام نقدية كانت في معظمها تبلغ عمق الحقيقة.
ولا شكّ في أن اختلاف النقاد كان يدعونا إلى التروي الطويل قبل الخروج بالحكم أو تقرير"قاعدة" ما.
وبهذا كله حاولنا أن نرسم إطاراً عاماً لفن القصة في الأدب الجزائري المعاصر، بحدوده الفنية وأصول صياغته، وركبنا من كل ذلك وجهة نظر شاملة.
وقد يكون لعملنا هذا فائدة في لمّ شتات الكثير من هذا الفن.
وبعد، فالأمل أن يكون هذا البحث قد وفّى"القصة الجزائرية القصيرة" بعض حقّها، وحسبنا أننا بذلنا أقصى ما نستطيع من الجهد في البحث، والإطلاع، ومددنا في الطريق الذي شقه الأساتذة: الدكتور عبد الله خليفة ركيبي، والدكتور محمَّد مصايف والدكتور عبد الملك مرتاض.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أرفع تحية حارة إلى العاملين في معهد اللغة والأدب العربي، بجامعة عنابة، كما لا يسعني إلا أن أنوه بجهود الأساتذة الدكاترة الذين قرؤوا هذا البحث، وأبدوا ملاحظاتهم حوله وهم الدكاترة: المرحوم الدكتور: نسيب نشاوي مشرفاً.
والدكتور عبد الله خليفة ركيبي رئيساً، والدكتوران: مختار نويوات والأعرج واسيني عضوين.
فتحية إليهم، وإلى كل من ساعد في أن يرى هذا البحث النور ويتم على هذه الصورة.
-شريبط أحمد شريبط -جامعة عنابة/ الجزائر.
الفصل الأول: القصة القصيرة
المصطلح والبناء والأنواع
مقدمة الفصل الأول
في هذا الفصل الأول:
في هذا الفصل عرض للمسائل النظرية الفنية لعناصر القصة القصيرة، فقد حان الوقت لوضع حد للمناقشات بعد أن انطلق الفن القصصي العربي بصورة جدية نحو فن رفيع انتقل به