ب-وعلى مستوى المضمون أثرت الثورة - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

من هذه الأشكال القصة التي هي عبارة عن رواية مضغوطة، والقصة في شكل رسالة، والقصة الأسطورية الرمزية، علاوة على القصة الذاتية والقصة السردية العادية كما عرفها أقطابها الأوائل: (أدجار ألان يو) و(جي دي موبسان)، و(أنطوان تشيخوف 1860-1904م) في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

والذي يهمنا هنا أن العديد من نماذج هذه المرحلة اتصف بعناصر القصة الفنية ومقوماتها كالإيحاء والرمز والابتعاد عن الأسلوب الخطابي، وعن الأسلوب المباشر في السرد واهتم الكتاب ببناء الشخصية فلم تعد الشخصية ذات بعد واحد، إما رمزاً للخير وإما رمزاً للشر على نحو ما كانت عليه في القصة الإصلاحية، وإنما صارت تعبر عن الحياة الإنسانية وحقيقتها حيث يمتزج فيها الخير والشر .

وبهذه النظرة أثرى الأدباء أساليبهم ونوعوا أشكال عرض الأحداث، فتميز شكل القصة -خلال هذه المرحلة- بالثراء والتنوع، ويعود هذا الثراء: إلى اتصال الأدباء الجزائريين بالحركة الأدبية العربية المعاصرة وتتبعهم ما تصدره المطابع العربية من مجموعات قصصية، وإلى الحرب التحريرية وحياتها الجديدة.

الأمر الذي دفعهم إلى تغيير أدواتهم التعبيرية وتطوير أشكالها الفنية.

ب-وعلى مستوى المضمون أثرت الثورة

التحريرية في مضمون القصة، بما لا يقل عن أثرها في الشكل، فقد تقلصت الموضوعات الإصلاحية وخلفتها موضوعات جديدة استلهمت الواقع، فكثر وصف صمود الشعب الجزائري أمام قوى المستعمر وتصوير بطولات المناضلين والتعبير عن الحياة الاجتماعية الجديدة..

في مرحلة ما بعد الاستقلال (أي بعد عام 1962) حظيت الموضوعات الاجتماعية بالاهتمام أكثر من غيرها، ومن أبرز هذه الموضوعات: الفقر والاحساس باليتم لدى الأطفال الصغار، والشعور بالغربة والعنصرية.

وبعد، فإنه إذا كانت الحرب التحريرية عاملاً إيجابياً في تطوير بناء القصة الفني لدى الأدباء الجزائريين ودافعاً لهم إلى الاطلاع على نماذج قصصية عربية رفيعة والاحتكاك بتجارب الآخرين، فإن لهذه الحرب أثراً آخر يتمثل في بعض الضعف الفني.

2-التأثير السلبي

فقد اهتم القاص الجزائري اهتماماً كبيراً بتصوير المعارك، وبدافع وطني يمليه إحساسه بالواجب، والتزام بتصوير كفاح الشعب، ونضاله المستميت في مقاومة الاستبداد الفرنسي، وقد أدى هذا الالتزام إلى بروز بعض الكتابات الضعيفة، كضغط عشرات من السنين في قصة واحدة، وغياب التركيز أو عنصر التشويق، وتراكم الأحداث.

وقد تعود أسباب هذا إلى سوء فهم الالتزام والكتابة الواقعية لدى بعض كتاب هذه المرحلة، ممن لم يستوعبوا الأدب الواقعي، فهوعندهم لا يعدو أن يكون نقلاً أميناً للحدث وتصويراً حقيقياً لمراحل نموه، وقد لخصت الدكتورة نور سلمان أهم مظاهر هذا الضعف، فعزته إلى تأثير الحرب، وولوع الكتاب بتصويرها والتعبير عن كل جوانبها بأسلوب تفصيلي يقود في كثير من الأحيان إلى الوقوع في السطحية والمباشرة، وتكرير المواضيع، وتشابه الشخوص والمواقف، مما جعل من القاصين كتابا عقائديين بلغاء، أكثر منهم مبدعين "فغاب عن قصصهم عنصر المفاجأة، وغرقوا في التفسير والشرح..

ج-أدباء جيل الثورة

ظهر في أثناء الثورة التحريرية عدد من كتاب القصة، يعود إليهم الفضل في تطوير الفن القصصي الجزائري المعاصر، وإثراء الحياة الأدبية بعد الاستقلال.

ومثلما عبروا في أثناء الثورة التحريرية عن المعارك التي خاضها المجاهدون الجزائريون ضد جيش المستعمر، فقد عالجوا بعد الاستقلال الموضوعات التي أفرزتها ظروف الحياة، الجديدة، أما موضوعات الثورة فقد بقيت إلى الآن منبعاً لا ينضب للأفكار الثورية وللبطل المناضل الذي يضحي بما ملك في سبيل الوطن.

برز كتاب عديدون خلال سنوات الثورة التحريرية (1954-1962)، بعضهم استمر في ممارسة عملية الإبداع، وواصل كتابة القصة القصيرة، وبعض آخر قل انتاجه أو توقف، مع أن كتابات هؤلاء تتوافر على الحس الفني والموهبة الأدبية الرفيعة من مثل الدكتور حنفي بن عيسى والدكتور أبو القاسم سعد الله وفاضل المسعودي.

إن أبرز كتاب هذه المرحلة ثلاثة: عبد الحميد بن هدوقة وأبو العيد دودو والطاهر وطار..

وفيما يلي تحليل لأهم أعمالهم، وعرض لقضايا البناء الفني في الحدث القصصي وخلق الشخصيات ومصادرها.

1-عبد الحميد بن هدوقة (ولد 1925)

عبد الحميد بن هدوقة، أحد كتاب جيل الثورة، امتاز على زملائه بثراء التجربة الأدبية وتنوعها، وممارسة الكتابة في

/ 94