ب-الشخصيات المساعدة - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

-لأنكم تقولون أن هناك شهداء أحياء، يأكلون الخبز ويمشون في الأسواق تعلمون أن هناك عواطف..

لقد تمكن القاص من أن يعبر عن أفكاره بجرأة وشجاعة نادرتين، وهذا على عكس ما ذهب إليه عبد الحفيظ حرزلي في قوله: "إن الوسيلة التي اتبعها مثقف وطار لم تمكنه من تحقيق هدفه، فهل الكلمة المكتوبة قادرة وحدها على التغيير وترقية الشعب في السنوات الأولى من الاستقلال.

فهذا الكلام يتجاهل دور المثقف في تغيير البنى الاجتماعية عن طريق الأفكار الجديدة التي يشيعها الأديب أو الكاتب بصورة عامة، كما أنه يتجاهل طبيعة دور المثقف في مجتمعه الذي يختلف عن دور العامل والموظف والأستاذ.

وتنطوي شخصية المرأة في قصص وطار على رموز عديدة ودلالات فنية تجاوزت بها طبيعتها البشرية، فهي ترمز إما إلى "العدالة أو للأمة، أو القضية، أو حتى للثورة" .

ففي قصة "الزنجية" والضابط "تركزت كل الأحداث حول شخصية الزنجية التي ترمز إلى الشعب، حيث تريد كل من شخصية الضابط والحزبي- وهما القوتان العسكرية والسياسية -استغلالها، إلا أنها آثرت الانحياز إلى شخصية الصحفي الذي يرمز إلى المثقف الثوري الواعي بمصالح الشعب والحائل دون استغلاله، إذا أن علاقته بالشعب علاقة روحية محضة تخاطب المشاعر وتثير الأحاسيس الإنسانية.

إلا أنه يمكن أن نلاحظ، أن وطار لم يعتن برسم شخصية الزنجية قدر اهتمامه بالتعبير عن أفكاره وموقفه من القيادات المنحرفة، ولهذا السبب ذهب الدكتور محمد مصايف إلى اعتبار شخصيات قصص الطاهر وطار، شخصيات واسطة، وأنه إن كتب قصة، فإنما يعبر عن موقف فكري يشغل باله منذ زمن .

وبذلك استغل كثير من الأدباء شخصياتهم القصصية للتعبير عن أفكارهم، وهو أمر طبيعي ما دام ذلك لا يتعارض مع الفن وأساليب عرض الأحداث.

ب-الشخصيات المساعدة

لابد من أن تتوافر في القصص شخصيات مساعدة كثيرة تبلور الحدث وتسهم في إنضاج العقدة وتوضيح مواقف الشخصية المحورية.

فشخصية (الناشر) في قصة "الكاتب" هي شخصية مساعدة ولا يشترط في القاص أن يتعمق في رسمها وتشخيصها إلا بما يخدم موضوعه فالناشر "لطيف جدا باسم الوجه باستمرار، لم تمنعه أسمالي البالية أن يعرض علي الجلوس في أوفر مقعد بمكتبه" ، ولكن رغم ما يبدو عليه من تواضع مصطنع، فإن بطل القصة قد أدرك -بقوة ملاحظته- أن مقعده أغلى وأفخم من المقعد الذي يجلس عليه ،وفي هذا إشارة إلى حقيقة مكانته الطبقية.

ويتضح دور (الناشر) أكثر في تطوير الحدث، حيث أشار على الكاتب أن يفكر في قرائه قبل أن يفكر في التعبير عن الظروف الحياتية القاسية التي يعيش فيها اللاجئون الجزائريون .

كذلك (الزبير) في قصة "محو العار"، فهو شخصية مساعدة ورغم كونه أحد "الحركيين" في صفوف المستعمر الفرنسي فإنه يتشوق للالتحاق بصفوف جبهة التحرير الوطني في الجبل، وقد ظل شعوره الوطني يتنامى إلى أن التقى ببلخير، حيث تأكد له صدق وطنيته، خصوصاً بعد أن خلصه من وشاية (احبايبية).

ولا يهمل الكتاب إيضاح بعض ملامح الشخصية المساعدة، ولهم في ذلك طرائق متعددة، فقد نتعرف عليها من خلال تقويمها أفعال الآخرين على نحو ما قال الزبير عن صديقه بلخير: "إنه ليس بمجرد متطوع، بائع ضميره ونفسه أبداً ليس بلخير كذلك؟ إنما هو مجاهد مثل أخيه يرتدي اللباس الفرنسي يختفي فيه..

رباه لو تصدق هذه الظنون" .

وبعد ذلك تعاهدا على أن يحفظ كل واحد منهما سر أخيه، مهما كانت الظروف، وقد بلغ تطور وعيهما الوطني إلى درجة أن فرا من جيش العدو والتحقا بصفوف جيش التحرير، وذلك بعد عملية بطولية قتل بلخير فيها مجموعة من أفراد الجيش الفرنسي، وبعض الخونة الحركيين أو ممن شك في صدق مشاعرهم الوطنية .

وإذا كانت ملامح شخصية (الزبير) الخارجية غير واضحة، ولم يركز وطار وصفه عليها فإنه قد اعتنى بالتعبير عن تطور وعيها الوطني، ووصف مشاعر الزبير الوطنية الصادقة.

وقد كان دور (الزبير) مهماً في تطور الحدث القصصي، كما كان مساعداً على بلورة الشعور الوطني لدى الشخصية المحورية (بلخير).

وأدت شخصية (الصحفي) في قصة "الزنجية والضابط" دوراً هاماً في بناء الحدث، وقد اهتم القاص بوصف مظهرها كي يعرف بوظيفة الصحفي الاجتماعية وهوية عمله ، كما صور بعض ملامحه الداخلية، وذلك من خلال تعليقاته من حين لآخر كقوله: "عندما يتنازل الجيش عن القيادة المباشرة، فيقين أن هناك ما هو أهم يشغل باله" .

وتأتي صفاته المعنوية كذلك -خصوصاً

/ 94