2-شخصية الفتاة - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لها، وينطقها بما يعبر عن آرائه وأفكاره أصدق تعبير، مما يترك أثراً كلياً في نفس المتلقي لا يمحي بسرعة.

2-شخصية الفتاة

للفتاة في القصة الجزائرية حضور غزير بالقياس إلى شخصية المرأة والرجل المسنين، وخاصة في القصص الأولى للكتاب، أو في القصص التي تعالج أحداثاً عاطفية أو اجتماعية، وتختلف طرائق التعبير عنها من قصة إلى أخرى، فتارة تأتي أوصافها مباشرة على لسان المؤلف، وحيناً تأخذ أبعاداً رمزية للنضال، أو التمرد، أو الثورة على بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، خصوصاً في قصص الطاهر وطار.

إن صورة الفتاة في قصة "الجندي والليل" ، لابن هدوقة مرسومة بشكل مباشر عن طريق السرد وقد استعان على ذلك بزمان الحدث القصصي ومكانه، إذ كان الزمان ليلاً‌، بينما المكان هو ضريح والدها الذي يوجد في أحد جوامع القرية على ربوة مرتفعة.

وتبدو الصورة التي رسمها للفتاة الريفية أكثر زركشة وزخرفة من الصورة الواقعية، ناهيك عن طغيان ألوان الأحلام والوهم على ألوان الواقع والحياة الريفية فهي "فارعة الطول خفيفة الحركة، زادها الثوب الأرجواني الذي ترتديه رشاقة وسحراً ".

ويبدو أن قراءات القاص في الأدب الرومانسي الغربي أوحت إليه التعبير عن الفتاة الريفية بأسلوب الكتاب الرومانسيين أو بتعابير كتاب قصص المغامرات العاطفية.

وتتكرر بعض هذه الصفات في أثناء تصويره الفتاة (باية) في قصة "زيتونة الحب"، فهي في السابعة عشرة من العمر، شقراء، شعرها يغطي كتفيها كسنابل من ذهب، وعيناها زرقاوان .

واهتم في قصة "عاشقة القيثارة"، بتصوير الأماكن المثيرة من جسم الفتاة، وقد ساعد هذا الوصف على نمو الحدث، فالفتاة تدرك اكتمال أنوثتها، ولكن والديها يكبحان هذا الجموح، ويقمعانه بقوة، فهما لا يسمحان بزواج ابنتهما من شاب جزائري مهاجر، وهذا التعارض أدى إلى ظهور صدام عنيف بين الفتاة ووالديها ثم انتهى بهزيمتها فتنطوي على نفسها، ثم تنعزل في غرفتها وكأنما شاء الكاتب هذه النهاية التي تكبح ثورة الشباب الريفي، وروحه التواقة إلى الجديد ليبين قوة العرف الاجتماعي وسلطانه، ولو أراد غير ذلك لأنهى قصته بزواج الشابين الجزائري والتونسي.

ويبدو أبو العيد دودو أبعد نجاحاً في رسم شخصية الفتاة الريفية، ففي قصته "بحيرة الزيتون" ركز على ملامحها الخارجية الجسمية فهي "ضعيفة التركيب، ناتئة العظام، شاحبة المحيا، ذابلة العينين، كئيبة النظرة معروقة الأطراف ".

وهذه الفتاة التي بدت بنيتها الصحية ضعيفة تؤدي دوراً كبيراً فهي ترعى والدتها المريضة، وتكرم الشيخ محمود بطل القصة كلما زار والدتها في بيتها، وتمتاز بوعي وطني مبكر فقد سمعت بالمجاهدين وأحبتهم قبل أن تراهم، وفهمت أهدافهم وتمنت أن تصبح ذات يوم مجاهدة ، لما سمعته من الشيخ محمود الذي يرمز إلى الجيل الذي نشر مبادئ الثورة وأفكارها وتحمل مشاقاً كبيرة في سبيل توصيل أهدافها إلى الجيل الشاب.

وتتفاوت عناية الكتاب في رسم شخصياتهم من قصة لأخرى فهم لا يعنون دائماً ببناء الشخصية وإحكامه وخاصة شخصية الفتاة، فقد يقع بعضهم أحياناً في الاغراق في الوصف المادي لإبراز المفاتن ، المثيرة للرغبة الجنسية.

وقد تأتي ملامح الفتاة متفرقة على أجزاء القصة، ففي قصة "رسالة " لوطار تصوير لشخصية الفتاة "عايدة" وجاءت ملامحها متفرقة على لسان الراوية ياسمينة في مذكراتها.

وبعد فإن صورة الفتاة في القصة الجزائرية كثيرة متنوعة خصبة ملونة، خصوصاً في القصة النضالية، أو الثورية، أو القصة الرومانسية وكثيراً ما ترمز إلى الجديد الذي يمثل الأفكار الحديثة، أو أفكار الجيل الذي قام بثورة نوفمبر التحريرية..

وقد تضمنت دلالات رمزية للأرض، أو للوطن أو غير ذلك.

3-شخصية الخائن

لم يعتن القاصون الجزائريون بتصوير شخصية المواطن الخائن، مثل عنايتهم بتصوير شخصية الوطني.

ويبدو أن سبب هذا التركيز على شخصية المخلص يعود أساساً إلى إسهام النتاج الأدبي الجزائري خلال سنوات الحرب التحريرية بدوره في النضال، فقد نزل الأدب إلى المعركة ومارس دوره الإعلامي في تعبئة المواطنين فكرياً ونفسياً ورسم صوراً للبطل الإيجابي المحارب الثائر الواعي.

وإن التركيز على تصوير صورة البطل والقائد المنقذ سيسهم لا محالة في رفع معنويات المواطنين وسيبعث في نفوسهم روح التفاؤل والأمل.

ولا يعني هذا إغفال شخصية المواطن "الخائن"، فقد اعتنى الكاتب الجزائري

/ 94