استخدم القاصون الطريقة التمثيلية في قصص عديدة لتصوير شخصيات كثيرة، متنوعة الأدوار، ولهذه الطريقة طاقة خاصة لرسم مختلف الشخصيات وتجسيد أفكارها، إن شخصية الراوي في قصة "ظلال" معروضة بهذه الطريقة إذ أبرز القاص ملامحه النفسية باستعماله ضمير المتكلم المفرد "أنا" والأسلوب الرومانسي، وذلك في مثل قوله: ونفسي تموج بالخواطر المختلفة، والهواجس الغامضة، والآمال المطوية" ، وقد قامت رسالة إحدى المعجبات بقصصه، بدور مهم في إبراز ملامح شخصيته الأدبية، وأثرها الفكري والفني في قرائه.كما جاءت بعض صفات بطل القصة على لسان أحد أصدقائه، كقول صديقه الجندي "الناس يموتون بالرصاص، أما أنت فتموت حياً..إن هذا الاحتفاء برسم شخصية هذه القصة ليعبر عن مدى انشغال الكاتب بتصوير الحدث القصصي الذي ظل طوال مساحة القصة يحشد له كل طاقاته وأدواته الفنية، وقد تجلى نجاح الكاتب في الجملة الأخيرة التي ختم بها نصه القصصي .وترك أبو العيد دودو الفرصة لبطلة قصة "الشفة السمراء" لأن تصف بعض ملامح شخصيتها الداخلية كالتردد والخجل ، وهما الصفتان اللتان ساعدتا نمو الحدث وتطوره إلى أن سقطت بطلة القصة في بئر عميقة، وهي تبحث عن نبتة الببراس.وقد سلك أبو العيد الطريقة نفسها في رسم ملامح بطل قصة "جاء دورك" حيث ترد على لسان بطلها من خلال أحاديثه واعترافاته، وقد ساعد هذا الأسلوب على إبراز إحساسه الداخلي .وقد لجأ بعضهم إلى تفسير رموز الشخصيات على نحو ما فعل الطاهر وطار في قصته "حبة اللوز" ، إذ فسر رموز الفأر الذي يصطاده بطل قصته، كل ليلة قبل أن ينام بقوله "إنه أنا، إنه ملايين الشباب مثلي، وليس الفأر، إن الشباب في نظر المجتمع العربي، بل في نظر المجتمع العالمي، فأر، حب من حب وكره من كره .وفي قصته "محو العار" تصوير لتطور فكر البطل الإيجابي وهو يناجي نفسه في قوله "الثورة هي التفكير والسلوك معاً، أما الانتفاضة فهي سلوك اندفاعي أحمق لا غير..الثوري هو من يستطيع أن يعرف أخاه مهما كانت الظروف.." ولكنه بالغ أحياناً في رسم هذا التطور، خصوصاً عندما أورد على لسان الشخصية أفكاراً لايمكن أن تكتسب بالتجارب وحدها، بل بالثقافة السياسية والفكرية العميقة، وهو ما يفتقر إليه "بلخير".ولذلك فإننا نعد هذا من باب طغيان الكاتب على شخصياته، يقول "بلخير": "الثورة ليست السلوك والتفكير فحسب، الثورة هي انسجام التفكير والسلوك في الوقت الواحد" .ويوفق الكاتب توفيقاً كبيراً في تصوير شخصيات قصته: الشهداء..يعودون هذا الأسبوع" ، فعن طريق الرسالة المزعومة استطاع أن يجعل كل مسؤول سياسي أو إداري يعترف بخيانته لوطنه في أثناء الثورة