يعود سبب اهتمام الأدباء الجزائريين بتصوير هذه الشخصية إلى وجودها غير الطبيعي والمفروض على واقع الإنسان الجزائري، وقد أدى هذا الواقع الشاذ إلى نشوء علاقة تقابلية ، حادة بين المجموعتين:1-مجموعة المستعمر (بكسر الميم)2-مجموعة المستعمر (بفتح الميم)فإذا كانت المجموعة الأولى تحاول الحصول على المزيد من الامتيازات والنفوذ حتى تتحكم أكثر في كل الثروات الوطنية المادية والمعنوية، فإن المجموعة الثانية تسعى إلى تنظيم نفسها من أجل تكوين قوة تساوي أو تفوق قوة المجموعة الأولى تمهيداً لخوض صراع مباشر وعنيف حتى تسترد حقوقها المغتصبة، وتسترجع ما افتكته منها المجموعة الأولى بالقوة والاغتصاب وتجعل المسار التاريخي لصالح مجموعتها البشرية.كما تعود بعض الأسباب أيضاً إلى مظاهر العنف الخالية من أية علامات إنسانية التي كانت المجموعة الأولى تعامل بها عناصر المجموعة الثانية، وارتكابها جرائم وحشية، وذلك على عكس ما زعمته في أثناء اتصالها المباشر الأول بأرض المجموعة الثانية، وقد أدى إلى إصرار المجموعة الثانية على أن تسترجع حقوقها المادية والمعنوية المغتصبة، مهما كلفها ذلك من ثمن باهظ.فمن الطبيعي أن تكون صورة الفرنسي هي صورة المستعمر المستغل والمغتصب، وهي الصورة التي انطبعت في أذهان الكتاب الجزائريين عموماً.بل إن الذهنية الشعبية ترى الفرنسي مصدراً للشر والدمار والخراب