4-عثمان سعدي(ولد 1930) - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المعاصرة، ولكنه انصرف إلى البحوث العلمية والدراسات الأكاديمية والنقدية.

4-عثمان سعدي(ولد 1930)

عثمان سعدي قاص آخر ركز على موضوعات الحرب التحريرية كسير الفدائيين البطولية، وصور المعارك الحربية.

ومن الناحية الفنية نلاحظ اتساع بعض قصصه لخصائص فنية عديدة أي لألوان أدبية أخرى، رغم انتسابها الظاهر إلى فن القصة القصيرة، حيث أن معظم قصص مجموعته الوحيدة: "تحت الجسر المعلق" يتسم بطول الزمن، وتعدد الشخصيات، وكثرة الأحداث، التي يمكن تحويل أي حدث منها إلى قصة أخرى، كما تتسم شخصياته بقيامها بدور البطل النموذجي المخاطر في سبيل الوطن، ومعظم أبطاله من الفئات الدنيا، ولكنهم سرعان ما يتحوّلون إلى مناضلين عقائديين شديدي الإيمان بعدالة القضية التي يجاهدون من أجلها وبانتصار ثورتهم مهما طال الزمن.

إن قصة "تحت الجسر المعلق" تتوافر على عدة أحداث مثل: رمي عدد من الشبان الحجارة على بعض أفراد الشرطة الفرنسية، وحادثة اغتيال "سي عمار" على يد ابن أخيه علي الصغير الذي أطلقت عليه خلايا الثورة اسم (خالد الصغير)، وحادثة مهاجمة معسكر "سيدي راشد"، وكذلك ارهاب صاحب بيت رقم "50" إن هذه الأحداث جميعاً يمكن تحويل أي واحد منها إلى قصة قصيرة مستقلة بذاتها داخل القصة الأساسية، وهي قصة الفتى (علي) الذي صار فيما بعد فدائياً كبيراً يخشى العدو هجوماته على مراكزه، وتربصاته لجنوده، وكذلك حكاية خديجة البيضاوية التي رفضت أوامر جبهة التحرير، فأرسلت إليها من أدبها داخل غرفتها، على رغم الحراسة الشديدة التي وضعتها سلطات الاستعمار في خدمتها.

إن هذا الخلط بين العناصر الفنية للقصة والرواية في عمل فني واحد وحشوه بأحداث عديدة لا يطيقها نوعه.

، وإمكاناته الفنية جعل الأستاذ الدكتور محمد مصايف يعلق على هذه القصة بقوله: "ويخرج القارئ لهذه القصة التي طالت أكثر مما يلزم بانطباع واحد، وهو أن هم القاص انحصر بالدرجة الأولى في جمع أكبر عدد ممكن من الأحداث الثورية في إطار واحد.

وهذا الهم هو الذي جعله ينسى في هذه القصة كثيراً من سمات القصة القصيرة، ودفعه إلى التضخيم الذي لم يكن في حاجة إليه ككاتب قصة قصيرة..

وإلى جانب تعدد الأحداث في قصة "تحت الجسر المعلق"، فإن هناك أجزاء تبدو مقحمه على القصة لا دور لها كحديث (علي) عن ذكريات صباه، وتفوقه على أقرانه في قطع درب ضيق مظلم في ساعة متأخرة من الليل ، وكذلك حديثه الطويل مع زميله (مصطفى) عن حب العرب للسلام، ومن الحوادث التي لا يمكن تصديقها إصابة بطل قصة "خصلة شيب قبل الأوان" برصاص أحد ضباط الجيش الفرنسي لأن الموقف لا يسمح للجندي أن يعد وبدقة عدد الرصاصات التي أطلقها عليه عدوه، والأغرب من هذا هو نجاة الجندي من هذه الطلقات جميعها، إلا من جرح بسيط في أذنه، وكما قال الدكتور عبد الله خليفة ركيبي "فمن الصعوبة الاقتناع بأن هذا الجندي الذي أسر بعد أن جرح في فخذه في المعركة ويطلق عليه الضابط الفرنسي كل هذه الطلقات ثم لا يصيبه إلا في أذنه.

وكذلك الوصف الطويل لهجوم الفدائيين الثلاثة على المعسكر الفرنسي الواقع خلف جسر (سيدي راشد) ومطاردة سلطات العدو لهم، إذ أن طريقة هذا الوصف لا تكون إلا في عمل قصصي طويل كالرواية أو القصة الطويلة.

وتجب الإشارة إلى أن الشخصيات التي وظفها القاص للتعبير عن أفكاره، وتصوير بطولات المجاهدين تمتلك خبرة نضالية عميقة، ووعياً وطنياً صادقاً، وتقوم بأعمال بطولية رغم صغر سنها، وحداثتها بالنضال والجهاد، فبطل قصة "تحت الجسر المعلق "شاب في الثانية والعشرين، وكذلك بطل قصة "خصلة شيب قبل الأوان، وتقوم مجموعة من الأطفال لا يتجاوز سن أكبرهم الثانية عشرة، في القصة نفسها بأعمال من تجاوز هذا العمر بسنوات عديدة كأنهم على درجة من الوعي والثقافة، فقد نظمت هذه المجموعة نفسها ووزعت الألقاب العسكرية على أفرادها حسب ما قدمه كل عنصر لدعم صفوف الثورة، ويحسن بعض أفرادها التطبيب، وتقديم الاسعافات الأولية للجرحى من جنود جيش جبهة التحرير الوطني.

وكدنا نشعر بأن الحوار الذي دار بين بطل القصة (صالح الأزرق) وبين الأطفال فوق مستوى تفكيرهم، ولقد وصفه الدكتور الركيبي بالخطابية.

ويحمد للكاتب استخدام تيار الوعي لسرد حياة البطل الماضية، والتحاقه بجيش جبهة التحرير الوطني بعد فراره من صفوف الجيش الاستعماري.

إن اهتمام عثمان سعدي منصّب على الموضوعات الثورية من دون الموضوعات الاجتماعية، وبتجميع الأحداث الثورية المتعددة في عمل أدبي واحد، وكثرة

/ 94