4-البيئة - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بقصد إيصال أفكاره إلى القراء كما دفعته غيرته على واقع الحركة الأدبية في الجزائر إلى معالجة موضوعات أدبية بأسلوب قصصي، انتصرت فيه لغة النقد الأدبي على لغة الفن، وعذره أنه كان القاص والروائي والمسرحي، والناقد والموسيقى، والممثل، والصحفي، والإداري في آن واحد.

4-البيئة

البيئة ثرية متنوعة في قصص حوحو، وربما كان ذلك سببه تعدد البيئات التي عاشها طوال حياته بين الجزائر والحجاز.

لقد انتقل طوال حياته بين عدة بيئات كسيدي عقبة، وسكيكدة، والحجاز، ومصر، وفرنسا، وإيطاليا، وروسيا عدا مرحلة حياته الخصبة التي تمتد من 1946 إلى 1956 والتي قضاها بمدينة قسنطينة.

وسنفصل الكلام فيما يلي حول البيئة الاجتماعية، والبيئة الزمانية، وقد فصلنا بينهما لتسهيل الدراسة.

أولاً: البيئة الاجتماعية

يلاحظ في قصص حوحو أنها واقعة في ثلاث بيئات: جزائرية وحجازية وفرنسية، وفيما يلي بيان ذلك.

أ-البيئة الجزائرية

فقد جرت أحداث بعض القصص في البيئة الجزائرية سواء كانت في المدينة أو الريف.

1-بيئة المدينة

فأما بيئة المدينة الجزائرية فنمثل لها بقصة "ثري الحرب"، وفيها يظهر نوعان من الأحياء، يتكون الأول من مجموع الأحياء الفقيرة التي يسكنها الأهالي الجزائريون، وأهم ملامحها الفقر والمرض والجهل وقلة الإمكانيات المادية .

أما النوع الثاني، فيقطنه الأوروبيون، وأعوانهم من الجزائريين: الخونة والتجار الكبار، والطرقيون، وهنا نلمح البذخ وكثرة الغنى والمال والمسارعة إلى الشهرة واكتساب الألقاب والأوسمة.

وقد وظف القاص هاتين البيئتين لتصوير شخصية "سي شعبان" وتعميق تطوره من النقيض إلى النقيض، أي من الفقر والطيبة إلى الثراء والاحتيال.

فقد اغتنم فرصة الحرب العالمية الثانية وجمع ثروة مالية كبيرة، وغير بيته المتواضع بقصر أنيق متخم بالأثاث الثمين، وهنا طلق زوجته الأولى وكون أصدقاء جددا، وانخرط في المجالس النيابية بقصد استدرار المزيد من الشهرة والأوسمة والمناصب، وقد تمكن في ظرف قصير من أن يحصل على كل ما رغب فيه.

وتظهر في القصة تجارة (السوق السوداء)، والتخلي عن أخلاقيات التجارة.

جاء ذلك على لسان صديق الراوي في قوله: "والربح عنده حلال مشروع ما دام مصدره التبادل التجاري ورضا الطرفين البائع والشاري .

فالبيئة هنا متعددة، متنوعة، الأمر الذي جعلها تفتقر إلى عنصر التركيز الداخلي لقربها من بيئة الرواية.

وفي قصة "الشيخ زروق" تبدو ملامح ضعيفة للبيئة المدنية، وذلك من خلال الشارع الذي يصل بيت (الشيخ زروق) بالمسجد.

وقد جعل القاص جل أعماله تتم في ركن من أركان المسجد.

وحاول من خلال هذا تكوين موقف لدى المتلقي معاد لشخصية (الشيخ زروق) المستغل للدين.

أما بيئة قصة "سي زعرور"، فيمكن تصنيفها إلى نوعين: بيئة تصور الوسط الثقافي، وبيئة تصور حياة بعض الموظفين الإداريين الأوروبيين وهم يمارسون أعمال النصب والاحتيال في إدارة البلدية التي يعملون فيها، وذلك من خلال استغلال شخصية (سي زعرور) الذي اشتغل كمعلم للغة العربية لابن أخت كاتبة النائب البلدي بعد أن طرده مدير المدرسة بسبب مبادئه واخلاصه لأخلاق مهنته.

وبعد فإنه يمكن أن نستخلص النتيجة التالية، وهي: أن بيئة المدينة التي وردت في قصص حوحو ذات ملامح روائية لتنوع الأمكنة، وتعدد الأحداث، كما يمكن استخلاص أن البيئة التي يقطنها الجزائريون تكثر فيها الشخصيات المستغلة للدين، في وسط فاسد فرضه المستعمر لافقار الشعب ونشر الجهل، بينما تكثر في بيئة المدينة التي يقطنها الفرنسيون الشخصيات التي تستغل مناصبها الإدارية وتقوم بسرقة أموال المشاريع العامة عن طريق النصب والاحتيال.

2-البيئة الريفية

جعل حوحو بيئة الريف الجزائري، ميداناً لمعالجة موضوع قصة "عائشة" وأهم صفات هذه البيئة هي التخلف، والفقر، وطغيان العادات والتقاليد على تفكير الرجل، فهو يدير بيته ويضبط علاقته مع المحيط الاجتماعي وفق مفاهيم خاطئة، لا حسب حاجاته، ومفاهيمه لواقعه الجديد.

ولذلك فإن الوسط الاجتماعي في هذه القصة يمارس ضغوطاً قوية على المرأة ويشدد الخناق على تصرفاتها، كقوله: "وعاشت عائشة في محيطها العتيق المظلم لا تعرف عن العالم الخارجي شيئاً، ولا تعرف عن نفسها إلا أنها عورة يستحي ذووها من ذكر اسمها

/ 94