ب-صيغ سرد الأحداث - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الارتجاع الفني، وحشد لمساعدة هذا الأسلوب عدة عناصر، أهمها مكان عمل (البطل) الذي قام بدور الراوي في الوقت نفسه، واسم الجريدة التي يطالعها يومياً، وهي جريدة (المجاهد) ولعل العنصر الذي برع القاص في انتقائه هو عنصر الزمن الذي لاءم معنى الحدث، حيث كان زمن "التذكر" هو شهر رمضان المعظم الذي يرمز إلى التضحية والصبر ووحدة الشعوب الإسلامية كما هيأ نفس البطل لمثل هذه الذكريات، وقد عبر بطل القصة عن ذلك في قوله: "استرحت هناك على مقعد مريح، وأمامي شجيرات فائقة الروعة تثب بين أغصانها طيور صغيرة.

رقيقة الشدو..

وكان زمن السرد وهو تلك الدقائق الباقية عن موعد الإفطار مناسباً جداً لزمن القصة القصيرة.

فكل هذه العوامل تعد دوافع قوية ومقنعة فنياً لأن يسترجع الراوي قصة كفاحه وشجاعة رفاقه وهلع جنود العدو.

والحدث مصور من خلال سرد قصة استشهاد قائده (سي شعبان) أولاً، وثانياً من خلال قصته هو نفسه حيث تسلم القيادة بعد استشهاد قائده الذي أوصى له بها قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

ثم تنتهي القصة بقدوم زوجته (فريدة) وابنه (شعبان) الذي يرمز إلى استمرارية الماضي، إذ إن اسم ابنه رمز لوفائه لقائده (سي شعبان)، واسم فريدة زوجته رمز وفائه لماضيه، وكان يحبها قبل أن يفصل من المدرسة ويلتحق بصفوف الثورة في الجبل.

ولا يسمو تصويره لحدث قصته "المنام" ، إلى مستوى قصته السابقة، فعنصر المفاجأة غالب عليه، مع أنه يعالج موضوع القصة الأولى.

وتنفرد هذه القصة بأن زمن السرد فيها واقع خارج الوطن، وكذلك المكان، حيث تعرف البطل إلى أحد أبناء قريته في قطار متجه إلى بلغراد، وتحادثا عن الوطن وثورته، والقرية وسكانها، ثم روى (محمد الطاهر) بطل القصة، قصة نضاله منذ الخامسة عشرة من عمره.

وهنا بلغ الحدث ذروته، خصوصاً عندما روى أن الثورة كلفته بإيصال رسالة إلى أحد أغنياء القرية مقابل التحاقه بصفوف الثورة في الجبل، وأنه فوجئ وقتها بوجود فرقة من الدرك الفرنسي في بيته، فما كان منه إلا أن دخل في حلقة رقص، وبدأ يرقص وكأنه أحد أقارب العريس، ورغم عيون العدو اليقظة، فإنه استغفلها وسلم الرسالة لصاحبها.

وقد أوقف القاص تتابع الحدث عدة مرات، عندما قطعة ببضعة أحاديث قصيرة بين راوي الأحداث وبطلها حول وضع قريتهما، وسكانها وإشعال السجائر، من حين لآخر.

وهو الأمر الذي قرب القصة من حكايات مجالس السمر والذكر.

ويستخدم وطار أسلوب الحوار النفسي ببراعة مدهشة، وذلك لتصوير الأوضاع السياسية العربية، ونقد القادة العرب المتخاذلين، فقد قرن في قصته "الحوت لا يأكل" وباتقان فني كبير بين الحوت الذي أبى أن يأكل الدودة التي في رأس السنارة، وبين تحاشي العرب خوض الصراع الطبقي، كما نجح إلى حد كبير أيضاً في المزاوجة بين عالم الفرد، والعالم الكلي الذي ينتمي إليه الصياد..

وهكذا طرح أفكاره بأسلوب جديد، استلهم فيه الوضع السياسي العربي كشكل فني لقصته، فكان أن أطلق العنان لأفكاره لأن تنطلق واضعة يدها على مكان الجرح وموطن الهزائم، كما نجح في خلق تلاحم بين شخصية الصياد الذي قام بدور الشاهد على عصره، وبين الحوات الكادح الإنسان، فمثلما لم يستطع الحوت أن يصطاد ولو سمكة واحدة رغم طول المدة التي قضاها في البحر، والمجهود الكبير الذي بذله، لأن الحوات كان مصروعاً، ولا يملك القدرة على فتح فيه ليقبض على رأس السنارة، كذلك فإن الشعب العربي لا يستطيع أن يعبر عن مأساته، ولا أن يصف وضعه الاجتماعي لأن صوت قادته أعلى من صوته، ولأن يدهم أطول من يده.

ورغم السوداوية التي لونت نهاية القصة، فإن نجاح وطار لا حدود له في التعبير عن أفكاره، وبأسلوب فني امتزجت فيه الأسطورة بالواقع، والخنوع بالعصيان، ونعتقد أنه يكفي الفنان أن يخلق رغبة للتغيير عن طريق الاثارة التي يحدثها النص الإبداعي في نفس المتلقي.

وهكذا فإن بعض الكتاب الجزائريين استعملوا جميع الأساليب الفنية التقليدية والحديثة والارتجاعية في بناء الأحداث وصياغتها ونجحوا في ذلك نجاحاً كبيراً مما دل على قدرة إبداعية واسعة في الاطلاع على مختلف أساليب التعبير في فن القصة القصيرة.

كما تنوعت اتجاهاتهم فشملت القصة الرومانسية والثورية والواقعية والاجتماعية.

ب-صيغ سرد الأحداث

على نحو ما تنوعت طرائق عرض الأحداث، تعددت الأشكال الفنية التي صيغت بها، ويدل هذا التنوع على ثراء التجربة القصصية الجزائرية وغناها بصورة عامة.

ونقدم فيما

/ 94