1- الترجمة - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
العربي القديم يمكن أن ينتسب إليه بصورة ما، وإنما هو تقليد محض لذلك الفن عند الأوروبيين صدرنا به عنهم، كما صدرنا بكثير من علمهم، وأنماط فنونهم.
وهو رأي بعض الأدباء والنقاد كمحمود تيمور ومحمد طاهر لاشين والدكتور محمد حسين هيكل والدكتور طه حسين والدكتور محمد زغلول سلام..
فهؤلاء يرون أن فن القصة في الأدب العربي الحديث تعود أصوله إلى فن القصة في الأدب الغربي وأننا أخذنا فنيات هذا الشكل الأدبي من الغرب عبر مراحل، ثم انطلق الفن القصصي في الأدب العربي يستلهم معالم القصة وقواعدها، وبتطور الحياة الأدبية وإطلاع الرواد على النماذج القصصية الغربية بدأت تتكون لدى المبدعين العرب رؤية واضحة عن قواعد هذا الفن، فكان أن ألفوا قصصاً متقدمة على النماذج السابقة لهم، وأكثر وعياً بعناصر الفن الأدبي وتقنياته.
ويذهب بعض النقاد إلى أن القصة العربية في موضوعاتها، ومضامينها واحتوائها على السير والتاريخ ترجع بأصول ثابتة إلى الأدب العربي دون نزاع، ولكنها كشكل أدبي محدد المعالم واضح القسمات لديه منهجه وأصوله، فإنها تعود إلى التراث القصصي الغربي الحديث.
ونحن نقف إلى جانب هذا الرأي المنطقي، إذ لو لم تكن الطرق الفنية ممهدة، والأذواق مستعدة لقراءة هذا الفن، لما عرفت القصة العربية الحديثة هذا التطور السريع، ولما انتشرت بهذه السرعة بين مختلف البيئات الأدبية العربية.
فلا عيب-أبداً- إذا أقررنا باستفادتنا من فن القصص الغربي، وأخذنا بعناصر فنه القصصي إذا استجابت بيئاتنا إليها، واتسعت للتعبير عن آمالنا ورغباتنا وصراعنا الحضاري.
أو لم يستفد الغرب نفسه من التراث اليوناني القديم، ومن التراث العربي العلمي والأدبي في عصور نهضته؟ وأهم نص أدبي عربي نضجت فيه ملامح التقنيات الغربية، هو رواية زينب(1912) للدكتور محمد حسين هيكل، التي عدها الدكتور شوقي ضيف أول عمل فني متكامل أفاد من فنيات القصة الغربية الحديثة وتأتي تجربة توفيق الحكيم الرائدة"عودة الروح" بعد تجربة الدكتور هيكل.
وقد وقع خلاف بين مؤرخي الحركة الأدبية العربية الحديثة حول أول قصة قصيرة، فنية ظهرت في الأدب العربي((فالمستشرق الروسي(كراتشوفسكي).
والألماني(بروكلمان) والفرنسي(هنري بيرس) يرون أن قصة"في القطار" لمحمد تيمور التي نشرت عام 1917 في جريدة"السفور" هي أول قصة تحمل المعنى الفني، ويخالف هذا الرأي الأستاذ عباس خضر في كتابه الأقصوصة في الأدب العربي الحديث، فيذهب إلى أن قصة"سنتها الجديدة" التي نشرت عام 1914 للكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة هي أول قصة فنية في الأدب العربي، أما الدكتور محمد يوسف نجم فيرى أنها قصة"العاقر" لميخائيل نعيمة أيضاً التي نشرها عام 1915.
ونخرج من هذا الإشكال بالقول: إن نعيمة هو أول من كتب القصة القصيرة وأن محمد تيمور هو رائد فن القصة القصيرة في الأدب العربي الحديث.
ويظهر ذلك واضحاً من خلال مجموعته القصصية"ما تراه العيون" فقد برع في رسم شخصياتها وتصوير أحداثها.
كما أولى اهتماماً كبيراً ببقية العناصر الفنية كالمقدمة والعقدة والنهاية والأسلوب والحوار، والتشويق خصوصاً في قصته"في القطار".
((فإذا ما قرأت له عن شخص من أشخاص قصصه أمكنك أن تتصوره في ذهنك بصورته ونفسه وأخلاقه) وقد أسهمت جملة من العوامل الموضوعية في توصيل الفن القصصي الغربي إلى بيئاتنا الأدبية.
نحاول فيما يلي أن نعرض أهمها بإيجاز:
1- الترجمة
تعد الترجمة من أهم القنوات الفنية التي وصلت من خلالها عناصر الفن القصصي الغربي إلى الأدب العربي الحديث، فكان أن تأثر الأدباء العرب بها، وما لبثوا أن أخذوا بها في كتاباتهم، وأول قصة غربية نقلت إلى اللغة العربية حديثاً هي قصة: "تليماك" أشهر أعمال الكاتب الفرنسي فينلون FENELON والتي عربها رفاعة الطهطاوي بعنوان: مواقع الأفلاك في وقائع تلماك عام 1867م.
كما كان لمجلة"الجنان" التي أصدرها المعلم بطرس البستاني ببيروت عام 1870، دور ريادي في نقل الأدب الغربي إلى اللغة العربية، وهي التي فتحت صفحاتها للمحاولات القصصية الأولى، التي كان يكتبها سليم البستاني، كما ترجم نجيب الحداد مسرحية: "السيد" LE CID" لبيار كورني Corneille Pievre (1606- 1684م).
بعنوان: "غرام وانتقام"، والفرسان الثلاثة للكاتب الفرنسي: ألكسندر دوماس ALLEXANDRE DUMAS و"هرناني" للكاتب الشهير فيكتور هيجو VICTOR- HUGO بعنوان"حمدان" و"روميو وجوليت" للكاتب الإنجليزي شكسبير SHAKESPEARE (1564- 1616) بعنوان: "شهداء الغرام.
" ومن رواد ترجمة القصص الغربي بمصر محمد عثمان جلال الذي عرب بعض