2-الطريقة الحديثة - تطور البنیة الفنیة فی القصة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطور البنیة الفنیة فی القصة - نسخه متنی

شریبط أحمد شریبط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وركضت نحو العدو غير مبال بهتافات العودة خلفي.

كنت حامي الفرقة بالمدفع الرشاش، وكان توقفي عن إطلاق النار يعني هلاكها، لم يستطع أحدهم أن يلتحق بالمدفع الرشاش المحصن فسقطوا جميعاً..

وتطور الحدث إلى أن بلغ ذروته عندما اكتسح خبر عودة الشهداء في ظرف عشرة أيام إلى القرية، وصار محل نقاش كل سكانها.

وقد انتهى دور (الشيخ العابد) حينما بلغ الحدث إلى هذه النقطة المتأزمة بعدما أدى رسالته باتقان وتضحية وذكاء، ومن هنا بدأ الحدث يتنازل بسرعة بوصول الشيخ العابد إلى أسفل المنحدر قرب خط السكة الحديدية.

وفي هذه اللحظة طلب أمين القسمة من جميع سلطات البلدية عقد اجتماع طارئ لدراسة خبر عودة الشهداء الذي نشره (الشيخ العابد)، ومما جاء في خطابه قوله: "موضوع اجتماعنا هذا، هو التصدي لحركة تشويش كبرى تدبر في قريتنا، وربما في قرى أخرى، وأنا على يقين من أن لها صلة بالخارج..

وما إن انفض الاجتماع -بعد أن كلفوا رئيس فرقة الدرك بالقاء القبض على الشيخ العابد -حتى أقدم الشيخ على عملية انتحار، حيث ألقى بنفسه أمام القطار، وذلك فداء وتضحية لرسالته النضالية التي قام بها بكل اتقان وتفان في سبيل مبادئه الوطنية التي لا تتغير، وهي نقطة وفق القاص في التعبير عنها توفيقاً فنياً وفكرياً عالياً، كما أنه وصل إلى المعنى الذي سعى إليه في القصة، مع أنه لا يخلو من أسطورية، فقد جعل القرية كلها تقرأ ماضيها الذي كادت تنساه، كما جعل كل مسؤول يشكّ في كفاءته وحقه في المنصب الذي يشغله.

وهو المعنى الذي قصده وطار عن طريق شخصية (الشيخ العابد).

ومع ما يبدو على نتاج وطار القصصي من تجديد في المضامين والأساليب، فقد استعمل الطريقة التقليدية في بناء أحداث قصصه بكثرة بحيث استغرقت قصص مجموعته الأخيرة "الشهداء يعودون هذا الأسبوع".

ونستنتج أيضاً أن معظم القصص التي عولجت أحداثها بهذه الطريقة اتصفت بكثرة الشخصيات والأحداث والطول.

كما اتصفت مقدمات بعض القصص بالطول، وكثرة التفاصيل، إلى أن كادت هي ذاتها تتحول إلى قصص قصيرة.

2-الطريقة الحديثة

أفاد أعلام هذه المرحلة من الأدب القصصي الحديث وتقنياته، إذ وظفوا في كتاباتهم جل أساليب الكتابة القصصية المعروفة آنذاك.

ويرينا التحليل التالي مدى إفادة هؤلاء الأعلام في عرض الحدث القصصي والتعبير عن أفكارهم مما يبين التطور الفني عند كل قاص.

بدأ عبد الحميد بن هدوقة قصته "زيتونة الحب" ، من عقدتها رأساً، حيث استهلها بموقف غامض متشابك مثير لأسئلة عديدة.

يتمثل هذا الموقف في شجرة الزيتون التي كان يلتقي تحت أغصانها (سعد) و(باية).

وقد أحاط القاص هذه الشجرة منذ البداية بهالة تثير الحيرة لدى المتلقي، وذلك من خلال الاهتمام بها عن طريق الوصف وأحاديث سكان القرية الكثيرة والمتناقضة.

كما أن موقعها هو نفسه يثير فضول المتلقي، فهي تقع فوق ربوة تشرف على القرية يميناً، وعلى المقبرة يساراً، وقد عصفت بأوراقها ريح عاتية في أيام فصل الصيف، وبقيت لمدة سنين عارية من دون أوراق، ولا اخضرار في جميع الفصول..

وإذا كان النص القصصي علل سبب عرائها وذلك بهبوب ريح قوية في أحد أيام فصل الصيف، فإن سكان القرية قد آمنوا بتفسير خرافي، لا يزيد الواقع الأدبي إلا أسطورة: "فهم جميعاً يعتقدون بأن مارداً من الجن هو الذي عصف بأوراقها عندما نزح منها..

ولكي يفسر عبد الحميد بن هدوقة هذه العقدة، فإنه أنشأ قصة عاطفية داخل القصة الأسطورية بين (سعد الله) و(باية)، ونقد من خلالها بعض العادات السائدة في الريف الجزائري، خصوصاً تلك التي لا تسمح لشابين تحابا أن يلتقيا منفردين تحت ظلال شجرة، ولعله لهذا السب جعل موقع الشجرة بين القرية والمقبرة، وهو تهديد لمن يتجاوز (حدود) القرية فإنه سيجد نفسه في المقبرة.

وقد كان كذلك مصير (سعد الله) و(باية) عندما تجاوزا (حرمة) القرية، وحاولا أن يتجاوزا عاداتها التي توارثها سكانها جيلاً بعد جيل، وحينما لدغت أفعى مختبئة في أحد جحور الشجرة يد (سعد الله) ومات على أثرها لم يجد السكان إلا التفسير الأسطوري جاهزاً أمامهم، ولم يحاولوا إيجاد سبب آخر، حيث أجمعوا على أن سبب موته المارد الذي يسكن الزيتونة عاشق باية ، وقد لدغت الأفعى (باية)، وبالطريقة نفسها رد الناس سبب موتها إلى غضب المارد عليها .

وبهذا التفسير الساذج، والسطحي للحدث تأتي القصة على النهاية مرسخة بذلك المعتقدات الشعبية والأسطورية في المجتمع، الريفي، والحق أن الباحث ليحار حول هذا الاختيار الذي آثره ابن هدوقة، أهو إيغال في الواقعية، أم مشاطرة السكان فيما يعتقدونه، ولو كان خرافياً وبسيطاً،

/ 94